تفاءل أيها المسلم

تفاءل أيها المسلم

 

تفاءل أيها المسلم، وأحْسِنِ الظن بربك، فهو رحمن رحيم، من تقرب إليه شبرًا تقرب منه ذراعًا، ومن تقرب إليه ذراعًا تقرب منه باعًا، ومن أتاه يمشي، أتاه هرولة، تفاءل؛ ” فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” المائدة: 39.

تفاءل أيها المسلم: فالحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، “وإن الله ليُربي لأحدكم اللُّقْمةَ حتى تكون في ميزانه مثل جبل أحد”؛ رواه مسلم، و” إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” الزمر: 10.

تفاءل أيها المسلم: وأحسن الظن بربك، وأمِّلِ الشفاء ولو اشتد المرض، واستبشر بصلاح الأحوال ولو تفاقم السوء، وترقَّب النصر وإن تكالب الأعداء، وتوقَّع فرجًا قريبًا وإن استحكمت حلقات البلاء؛ ” وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ” الطلاق: 3.

تفاءل أيها المسلم: فالشدائد أقوى ما تكون اشتدادًا واسودادًا، أقرب ما تكون انفراجًا وانبلاجًا؛ ” وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ” الإسراء: 51.

تفاءل أيها المسلم: فلا حياةَ مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، وعلى قدر نية العبد وهمته، يكون توفيق الله له وإعانته؛ ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ” الطلاق: 4.

تفاءل أيها المسلم: فالفشل يفتح باب الأمل، والعسر يُبشِّر بعده باليسر، والذنوب سببٌ لأن نفرَّ إلى الله ونتوب؛ وفي الحديث الصحيح: “لولا أنكم تذنبون، لَخَلق الله خلقًا يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم”.

تفاءل أيها المسلم: فكل بلاء دون النار عافية، وكل ضيق دون القبر سَعَةٌ، وكل ذنب دون الشرك، فالله بمشيئته يغفره، ولا يهلك على الله إلا هالك.

تفاءل أيها المسلم: وأحسن الظن بربك، فكل ما يأتي من الله جميل؛ ” وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ” آل عمران: 198، ” وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ” آل عمران: 14.

تفاءل أيها المسلم: فمن المحال دوام الحال، والأيام دول، والدهر قُلَّبٌ، والليالي حُبالى، ومن ساعة إلى ساعة فرج، وما بين غمضة عين وانتباهتِها، يُغيِّر الله من حال إلى حال.

تفاءل أيها المسلم: فكل مَن سار على الدرب وصل، وكل من جدَّ وجد، وكل من زرع حصد، و” إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ” الأعراف: 56.