تغيرت سلوكات زوجي بعد تقلده منصب المسؤولية…فماذا أفعل لإعادته إلى طريق الصواب؟

تغيرت سلوكات زوجي بعد تقلده منصب المسؤولية…فماذا أفعل لإعادته إلى طريق الصواب؟

أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة أولاد، كانت حياتي الزوجية والأسرية مستقرة وهادئة، كنت حريصة على خدمة زوجي وأولادي، وقد وفقت في هذه المهمة إلى أبعد الحدود والحمد لله، لكن أحوالي الأسرية لم تعد على ما يرام خاصة بعد تقلد زوجي منصب المسؤولية، حيث أصبح يخرج مبكرا جدا من البيت ويقضي معظم وقته في العمل ويعود إلى البيت في أغلب المرات في وقت متأخر من الليل، ومتى بقي في البيت هاتفه لا يتوقف عن الرن وتصله مكالمات كثيرة من الجميع، وحتى أولاده لا يجد الوقت الكافي للعب معهم.

وهنا وجدتيني سيدتي الفاضلة قلقة جدا وفي أغلب الأحيان أتشاجر مع زوجي لإهماله لأسرته بسبب اهتمامه المفرط بعمله كمسؤول، وفي كل مرة يقول لي أنه لم يهمل أسرته ولكن المسؤولية تتطلب منه هذه التضحيات وبذل مجهود أكبر. لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة، أن زوجي إنسان متدين وله أخلاق عالية وملتزم بمبادئه ومواقفه في الحياة لكنني خائفة عليه من أن تخطفه مني زميلة من زميلاته، خاصة غير المتزوجات واللواتي يتصلن به كثيرا عندما يكون بالبيت، وعندما أعاتبه على ذلك يقول لي أنه كلفهن بمهمة وهو يتحدث معهن في إطار الشغل فقط ولم يتعدى حديثه معهن هذا المجال. إن حياتي مع زوجي، أصبحت لا تطاق بسبب كثرة الخلافات، فأنا كثيرة الشكوى والمعاتبة وهو لا يبالي ومستمر في اهتمامه المفرط بعمله ويقول لي دائما

أنه يعمل بإخلاص وتفان لمرضاة الله، لأن رب العالمين سيحاسبه على هذه المسؤولية. لكنني غير مقتنعة بذلك رغم أن أحوالنا المادية قد تحسنت كثيرا. أنا لا أريد من زوجي أن يتخلى على هذه المسؤولية وإنما أطالبه بأن يهتم بأسرته مثل السابق. فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمشكلتي مع زوجي قبل أن يحدث لي ما لا يحمد عقباه.

المعذبة: أم إياد من حيدرة

 

الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنك ضخمتي المشكل وهو لا يستحق ذلك، لأنه من البديهي الذي يوكل له منصب المسؤولية ستزداد مسؤوليته اتجاه مختلف المهام التي يؤديها وتأخد منه وقت أكثر، وهذا لا نراه تغيرا في سلوكات زوجك ولا يعبر أيضا عن اهتمامه بعمله وإهماله لأسرته.

ضف إلى ذلك، أن المهام الإضافية التي يقوم بها زوجك بحكم تقلده لمنصب المسؤولية يتقاضى بموجبها أجرا إضافيا عما كان يتقاضاه سابقا. وهنا أبديت رضاك على ما أصبح يتقاضاه حاليا بعدما أصبح مسؤولا، لكنك ترفضين إضافته الوقت والمهام التي يؤديها. وعليه، أنت مطالبة سيدتي الفاضلة بإعانة زوجك لتأدية مهامه كمسؤول على أكمل وجه، وأيضا أن توفري له الجو الملائم داخل البيت ليرتاح من تعب العمل، خاصة وأنه يريد إرضاء الله بتفانه في أداء مهامه كمسؤول وتأكدي أنك بتصرفاتك هذه مع زوجك  تدفعينه إلى انتهاج ذلك الطريق، فلا تكوني سببا في تغيير سلوكات زوجك وقللي من شكواك وخلافاتك معه وأعينه على تفانه في عمله، وهذا الحل الأرجح لتكون حياتك مع زوجك على أحسن مايرام.

وهذا ما ننتظره منك أن تزفيه لنا عن قريب بإذن الله، بالتوفيق.