تواجه قرابة 500 عائلة تأوي إلى أكواخ قصديرية بأعالي العاصمة خطر تهاوي مساكنها الهشة نحو أسفل المنحدر مع التقلبات الجوية، مناشدة السلطات المحلية والمعنية، الوقوف على معاناتها ومخاوفها من الموت الذي
أضحى يتربص بها في الفترة الأخيرة، نتيجة تراجع مقاومة البيوت التي شيدت منذ 20 سنة، وأضحت هيكلا قابلا للتهشم بسهولة ومعرضا للسقوط من أعلى الجبل لأتفه الأسباب لتتضاعف الاحتمالات مع الأمطار والرياح.
كشفت مئات العائلات القاطنة بالحي القصديري الواقع في أعالي بوزريعة عن مخاوفها من معايشة سيناريوهات المواسم الشتوية السابقة وسط مخاوف الهلاك في أي لحظة، بغض النظر عن المعاناة التي يعيشونها في ظل غياب ضروريات العيش الكريم، فهم يأوون إلى بيوت لا تصلح للعيش، نظرا للنقائص الكثيرة التي يشكون منها على غرار انعدام قنوات الصرف الصحي وغياب النظافة، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الضارة والكلاب المتشردة التي باتت تتربص بسكان الحي، ما أثر سلبا على حياتهم وأثار حفيظتهم واستياءهم، مؤكدين أنهم باتوا يعيشون واقعا مرا في ظروف حرجة، جراء القصدير الذي يعكس البرودة الشديدة في فصل الشتاء، ناهيك عن الحرارة التي تنبعث من مادة الزنك في فصل الصيف، ضف إلى ذلك ضيق مساكنهم التي تشبه الأكواخ الصغيرة، إذ لم تعد تتسع لأفراد العائلات المشكلة من خمسة أفراد فما فوق.
وأشار السكان إلى مشاكل أخرى تنغص عليهم حياتهم والتي تجاهلتها السلطات المحلية رغم بساطتها وإمكانية تحقيقها للتخفيف على هؤلاء وطأة الحياة في ظروف مماثلة، على غرار مشكل انسداد قنوات الصرف الصحي الذي نتج عنه تسرب المياه القذرة في حيهم، ما تسبب في تشكل برك من المياه تنشأ فيها كل أنواع الحشرات الضارة التي باتت تهدد حياة العديد منهم خاصة الأطفال الذين يحتكون بهذه القاذورات بصفة دائمة أثناء خروجهم للعب بالجوار، مما يهدد حياة العشرات منهم ويعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة، معربين عن مخاوفهم من فصل الشتاء، خاصة خلال الأيام التي تعرف تهاطل الأمطار التي تتسرب للبيوت لتتلف كل ما يأتي في طريقها، على غرار الأثاث والأفرشة، مما يكلفهم في كل مرة خسائر مادية فادحة، مضيفين أن قارورات غاز البوتان قد أرهقت كاهلهم، حيث يجبرون في فصل الشتاء على اقتنائها بصورة دائمة نظرا لغياب غاز المدينة بالحي.
وفي هذا الإطار، ناشد السكان السلطات المعنية والمحلية انتشالهم من هذا الوضع المتردي، من خلال العمل على ترحيلهم نحو سكنات لائقة تحدث القطيعة مع مسلسل المعاناة الذي شمل مختلف مجالات الحياة لديهم، والتي امتدت إلى افتقارهم لمجرد طريق معبد يؤدي إلى محطة “المصعد الهوائي” رغم النداءات المتكررة من قبل السكان، حيث يعد وسيلة النقل الوحيدة بالمنطقة، مشيرين إلى أنهم يتخذون مسلكا وعرا وسط الأحراش بهدف الوصول إلى المحطة المذكورة.