تعيش العديد من العائلات القاطنة بالبنايات الهشة، في مختلف بلديات العاصمة، على أعصابها، بعد أن تضررت سكناتها القديمة التي تعود للعهد الاستعماري، جراء زلزال العاصمة، متسائلة عن مصيرها، وموعد ترحيلها
إلى سكنات لائقة، بعد أن أضحت تلك السكنات هاجسا يؤرقها، لطالما أجّل ترحيلها إلى أجل غير مسمى، وأصبحت معرضة للموت تحت الردم في أية لحظة.
عبرت العديد من العائلات العاصمية القاطنة في عمارات هشة، وصنفت مرات عدة في الخانة الحمراء، عن مدى تخوفها من المصير المجهول الذي يواجهها، خاصة أنه تم ترحيل أغلبية العائلات التي تضررت سكناتها القديمة من الزلزال الذي تعرضت له العاصمة في الفاتح من أوت 2014، فهي لحد الساعة لم ترّحل بعد إلى سكنات لائقة تحمي كرامتها، وتنهي معاناتها اليومية التي دامت منذ أكثر من خمسين سنة، لطالما سكناتها شيدت في الحقبة الاستعمارية، مشيرة في ذات السياق إلى أن سيناريو انهيار أجزاء معتبرة من البنايات والشرفات، لا يزال متواصلا في العديد من بلديات العاصمة على غرار بلدية بولوغين وغيرها من البلديات التي تتواجد بها العديد من العمارات القديمة.
وتابع محدثونا التحدث عن مقاساتهم اليومية، بعد أن عرفت بناياتهم درجة جد متقدمة من الاهتراء والهشاشة، مع مرور الوقت، والتي ازدادت بفعل العوامل الطبيعية، وآخرها زلزال العاصمة التي تضررت أغلبية البنايات القديمة المشيدة في العهد الكولونيالي، الأمر الذي أدى بهم إلى التساؤل حول مصيرهم المجهول الذي يكتنفه الغموض، بعد أن رفضت المصالح المعنية، الرد على انشغالاتهم المتكررة فيما يخص موعد ترحيلهم، وانتهجت سياسة الصمت واللامبالاة التي ضاقوا ذرعا بها، لطالما لم تكلف نفسها عناء التكفل بوضعيتهم المزرية والخطيرة في الوقت نفسه، واكتفت بالتملص من مسؤولياتها وتقديم الأعذار والحجج المبررة لتأجيل ترحيلهم إلى أجل غير مسمى، مؤكدة في ذات السياق أن سكناتهم لم تعد تحتمل أكثر وباتت تهدد سلامتهم.
وتطالب العديد من العائلات القاطنة في العمارات الهشة والمهددة بالانهيار، في مختلف بلديات العاصمة، بضرورة تدخل والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، من أجل إنصافها وانتشالها من الوضعية الجد مزرية التي تتخبط فيها، وتحقيق حلمها في الاستفادة من سكنات لائقة، تنهي مقاساتها وتخوفها اليومي من الموت تحت الردم، في حال حدوث انهيار مفاجئ لتلك العمارات المهترئة.