الجزائر- تضمنت وثيقة مخطط الحكومة الذي سيتم عرضه على غرفتي البرلمان قريبا، لمناقشته والمصادقة عليه، تأكيدات على السعي لتشجيع عمليات التنقيب الـموجهة للتعريف بشكل أكبر بالقدرات الوطنية في مجال
المحروقات من الغاز الصخري.
وتعتقد الحكومة التي حازت على الضوء الأخضر من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال المجلس الوزاري الذي انعقد الأربعاء، أن التنقيب عن الغاز الصخري يعد ضرورة “ملحة” في الظرف الراهن للحفاظ على استقلال البلاد في مجال المحروقات من الغاز الصخري، مؤكدة أن التنقيب عن الـمحروقات من الغاز الصخري “الذي سيتطلب سنوات من البحث والتقييم”، سيتم انتهاجه في ظل الاحترام الصارم للبيئة وصحة السكان، وسيتم مرافقته بمجهود خاص من الشرح والتقييم باتجاه الرأي العام.
وبعثت الحكومة في مخطط عملها برسائل إيجابية للمعارضين لهذا المشروع، حيث يوحي هذا القرار بأن الوزير الأول أحمد أويحيى، بصدد انتهاج أهم المحاور التي تضمنها البرنامج الانتخابي لتشكيلته السياسية التي تعتبر ثاني قوة في البلاد، والمتمثلة في جملة مقترحات حول بدائل طاقوية عن النفط، أبرزها الغاز الصخري الذي فجر موجة انتقادات كبيرة من طرف سكان الجنوب، حيث سبق وأن دافع أحمد أويحيى خلال الحملة الانتخابية للانتخابات النيابية التي جرت بتاريخ 4 ماي الماضي، عن الغاز الصخري كبديل طاقوي عن البترول الذي تهاوت أسعاره في الأسواق الدولية.
وتراهن الجزائر على مشروع الغاز الصخري الذي يعتبر الحل الأمثل للعديد من المشاكل، حيث كشفت الأرقام الصادرة عن الطاقة الحكومية الأمريكية أن الجزائر تملك موارد هائلة من الغاز والصخر الزيتي تقدر بـ5.7 مليار برميل قابل للاستخراج من الصخر الزيتي، إضافةً إلى احتوائها على أكبر مستودعات الغاز المخزن في الصخور في العالم بعد الصين والأرجنتين.
وكشفت الحكومة أنها ستخصص 70 مليار دولار لمشروع الصخر الزيتي، وقال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة إن “جميع مصادر الطاقة، سواء التقليدية وغير التقليدية منها هي هبة من الله ومن واجبنا استخدامها من أجل تطوير البلاد”. وينتشر الغاز الصخري بكثرة في مدينة عين صالح في ولاية أدرار.
وفي 2014 أعلنت شركة سوناطراك اكتشاف بئرين للصخر الزيتي بالقرب من مدينة عين صالح، وكان وزير الطاقة، يوسف يوسفي، قد كشف أن النتائج “واعدة جدا” وأنها دليل على “الموارد الهامة التي يجب استغلالها”.
