تعمل جاهدة على عدم المساس بمصالحها… فرنسا تواصل حشر أنفها في الشأن الجزائري

تعمل جاهدة على عدم المساس بمصالحها… فرنسا تواصل حشر أنفها في الشأن الجزائري

 

الجزائر- لم تتمالك فرنسا نفسها، كالعادة، وراحت تخوض في الشأن الداخلي للجزائر، خصوصا بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن قراراته الأخيرة وعلى رأسها عدم الترشح لعهدة رئاسية خامسة وتأجيل الانتخابات.

قبل ذلك، كانت البداية المحتشمة من طرف الطبقة السياسية الفرنسية، خاصة التي تتبوّأ موقع المسؤولية، التي بدأت في إصدار تصريحات بالغة الحذَر، حيث كان فرانسوا بايرو، رئيس حزب الموديم، الحليف السياسي القوي لماكرون، من السباقين إلى الحديث قبل أيام للتعبير عن تقديره لما يحدث، وخاصة سلمية التظاهرات، في حين أنه ليست لديه أية مسؤولية في الحكومة.

وظل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صامتا إزاء ما يحدث في الجزائر، غير أنه سارع إلى التعليق، خلال زيارة إلى جيبوتي، على قرارات الرئيس بوتفليقة.

وظل تعليق الرئيس الفرنسي حَذراً، كما هو عهد المسؤولين الفرنسيين، أي يحترم عبارة “لن نتدخل، ولن نظل لا مبالين”، وهو تعليق كان فاتحةً لتصريحات مسؤولين فرنسيين آخرين في الحكومة وداخل الأغلبية الرئاسية.

وقد وجه الرئيس ماكرون التحية لقرار بوتفليقة، الذي “يفتح صفحة جديدة في تاريخ الجزائر”، و”في تاريخ الديمقراطية الجزائرية”، داعياً إلى “فترة انتقالية في زمن معقول”.

كما وجه ماكرون التحية إلى “الشبيبة الجزائرية التي عرفت كيف تعبّر عن آمالها”، محييا، أيضا، “مهنية قوى الأمن الجزائرية”، ثم وعد بـ”بذل كل الجهود من أجل مرافقة الجزائر في هذا الانتقال، في صداقة واحترام”.

تعليق ماكرون أعقبه مباشرة تصريح وزير الخارجية، جان إيف لودريان، الذي حيّا قرارَ الرئيس بوتفليقة بعدم الترشح للانتخابات، كما وجّه التحية لـ”الإجراءات التي ترمي إلى تجديد النظام السياسي الجزائري”.

في مقابل التصريحات الرسمية الحذرة، كانت تصريحات المعارضة أكثر صراحة، وأقل دبلوماسية، وهاجمت كعادتها الجزائر ومؤسساتها.

ولكن الموقف الأكثر إثارة للجدل هو موقف مارين لوبان، التي كررت مخاوفها من تدفق مهاجرين جزائريين في حال تأزم الوضع أكثر، وطالبت من الخارجية الفرنسية وقف تسليم تأشيرات السفر للمواطنين الجزائريين بحسب ادعائها.

ويؤكد متابعون للعلاقات الجزائرية الفرنسية أن باريس تسعى جاهدة لعدم التضحية بعلاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية مع الجزائر. وبالتالي فهي تحرص، كما فعلت في السابق، على أن تحتفظ بمستوى مَا من العلاقات مع الجار الجزائري، مهما كان المتحكم في الجزائر. ويرى هؤلاء أن الغالب على الخطاب الرسمي الفرنسي هو لغة المصالح وخصوصا عدم إغضاب وإثارة الجالية الجزائرية، والفرنسيين من أصول جزائرية.

أمين.ب