تسابق مصالح ولاية العاصمة الزمن لتفادي الوقوع في سيناريو الانهيارات، وتهاوي الطرقات وكذا ولوج المياه إلى المنشآت خاصة منها المؤسسات التعليمية التي تشكو في أغلبها من الاهتراء، في وقت أمرت فيه بتفقد
البنايات الآيلة للسقوط بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة تحسبا لتسجيل نفس كوارث العام الماضي التي تزامنت وتهاطل أمطار غزيرة استمرت أسابيع دون انقطاع وبلغت ذروتها مع حفرة بن عكنون.
سارعت مصالح ولاية العاصمة إلى تفقد المرافق التنموية المهددة بأمطار الشتاء بالتركيز على المؤسسات التربوية التي لم تستفد من عمليات الترميم لخلل في التسيير، بحيث لا تزال تشكو نفس المعضلة رغم التهديدات التي أصدرها المجلس الانتخابي الولائي بفضح الاهمال الذي سيؤدي إلى إطالة عمر المعاناة، ومعها جملة البنايات الآيلة للسقوط التي لم يستفد أصحابها بعد من عمليات الترحيل، ضف إليها القاطنون بأعالي الجبال الذين يعيشون الرعب مع اقتراب حلول الشتاء موازاة مع تباطؤ عمليات ترحيلهم، نفس الشيئ بالنسبة لقاطني حواف الوديان وهم كثر وكذا سكان بقايا القصدير وغيرها من المساكن التي لا يمكن لها مقاومة مخلفات الأمطار، وهو ما يمثل مسؤولية حقيقية ملقاة على عاتق مصالح الولاية التي تكثر مشاغلها
وتدخلاتها خلال الفصل المقبل.
كما اتخذت مصالح الولاية جملة من التدابير لتجنب تسجيل انسداد في البالوعات بسبب النفايات ومافيا الحديد والنحاس الذين يقتلعونها من الأراضي لإذابتها أو بيعها، كما أمرت الأميار بجرد كل الأخطار التي من الممكن الوقوع فيها مع حلول الشتاء لتجنبها أو التخفيف من وقعها على الأقل.
يذكر أن العاصمة عرفت خلال الموسم الفارط جملة من الكوارث بدأت بانهيار بناية قيد الانجاز بإقامة المرقي “صحراوي” بسبب انزلاق في التربة نجم عن أشغال مشروع لصيق بالحي، وبعدها بأيام تم تسجيل حادث انهيار أرضي خطير بمنطقة “آس” على مستوى الطريق السريع الرابط بين زرالدة وبن عكنون مسفرا عن سقوط خمس سيارات داخل حفرة مخلفا 14 إصابة، وقبل هدوء عاصفة الانتقادات نتيجة هذا الحادث الذي سببته قِدم قنوات الصرف الصحي وغزارة الأمطار، تم تسجيل انهيار جدار حي سيلاست ببوزريعة لتتوالى الكوارث تباعا بشكل طال فيه سمعة الولاية التي لم تجد من حلول وقتها سوى اتباع سياسة البريكولاج تمهيدا للعودة إلى الأشغال الأصلية بمجرد مرور العاصفة.