تدشين ركن روسي بجامعة قسنطينة 3 "صالح بوبنيدر"

تعزيز التعاون الجزائري-الروسي في مجال البحث العلمي وتبادل الطلبة

تعزيز التعاون الجزائري-الروسي في مجال البحث العلمي وتبادل الطلبة

حلّ سفير روسيا الاتحادية لدى الجزائر ضيفًا على جامعة قسنطينة 3 “صالح بوبنيدر”، في زيارة حملت طابعًا رمزيًا ومعنًى استراتيجيًا، عكست متانة العلاقات التاريخية بين الجزائر وروسيا، وأرست دعائم جديدة لشراكة أكاديمية متينة بين الطرفين.

وجاءت هذه الزيارة، في سياق دعم التعاون العلمي وتوسيع دوائر التبادل الأكاديمي بين البلدين. وقد عقد السفير لقاءً رسميًا مع مدير الجامعة، البروفيسور شعبان بعيطيش، بحضور أعضاء من الطاقم الإداري والتربوي، جرى خلاله التباحث حول سبل تطوير الشراكات في مجالات البحث العلمي، وتبادل الطلبة والأساتذة. وفي كلمته الترحيبية، عبّر مدير الجامعة عن اعتزازه بهذه الزيارة، مشيرًا إلى أن العلاقات الأكاديمية بين الجامعة والجامعات الروسية تُعدّ نموذجًا ناجحًا يحتذى به في التعاون الدولي. وأضاف أن هذه المناسبة تمثل فرصة نوعية لتعزيز العلاقات الثنائية، والبناء على ما تحقق من إنجازات أكاديمية في السنوات الماضية. وأكد البروفيسور بعيطيش، أن التعاون بين الجزائر وروسيا في مجال التعليم العالي يمتد لعقود، حيث تكوّنت أجيال من الكفاءات الجزائرية في الجامعات الروسية، وأسهمت بشكل فعّال في تنمية الوطن. كما أبدى حرص الجامعة على توسيع آفاق هذا التعاون ليشمل برامج التبادل الطلابي، والمشاريع البحثية المشتركة، وتبادل التجارب الأكاديمية. واستعرض البروفيسور، أبرز محاور الشراكة الجارية حاليًا، منها اتفاقيات تعاون مفعّلة مع عدد من الجامعات الروسية الرائدة، وتنظيم أولمبياد علمي بالتعاون مع جامعة RUDN، بالإضافة إلى منح دراسية لفائدة طلبة الجامعة، لمواصلة دراساتهم العليا في روسيا. وفي السياق ذاته، أوضح أن الجامعة تولي أهمية كبيرة للانفتاح الدولي، وتضع التعاون مع الجامعات الأجنبية، وعلى رأسها الروسية، في صميم رؤيتها الاستراتيجية، بما يسهم في تنمية رأس المال البشري وبناء أجيال أكاديمية جديدة. من جانبه، أكد الدكتور رياض حمدوش، نائب مدير الجامعة المكلف بالبيداغوجيا، أن هذه الزيارة تأتي استكمالًا لمسار طويل من اللقاءات والتفاهمات التي جمعت الجامعة بعدة وفود روسية. ولفت إلى أن نتائج هذا التعاون بدأت تظهر، حيث تمكن عشرة طلبة جزائريين من الفوز بمنح دراسية كاملة بعد مشاركتهم في الأولمبياد العلمي الروسي، وهم يواصلون دراستهم بنجاح في روسيا. وأضاف أن الجامعة استقبلت، في الفترة الأخيرة، عدة وفود علمية روسية في إطار توسيع مجالات التكوين والبحث المشترك، معتبرًا أن زيارة السفير تشكل تتويجًا لهذا التعاون، وتمهّد لتفعيل برامج جديدة في مجال التبادل الطلابي، والبحث العلمي التطبيقي، وتبادل الخبرات الأكاديمية. ومن بين المبادرات البارزة التي تم إطلاقها بهذه المناسبة، تدشين “الركن الروسي” بكلية الفنون والثقافة بالجامعة، بحضور السفير الروسي ومدير الجامعة وقياداتها الأكاديمية، ويهدف هذا الفضاء إلى تعزيز التقارب الثقافي والعلمي بين البلدين، حيث يُعد منصة للتعريف بالثقافة الروسية من أدب وفنون وتاريخ، كما يسمح للطلبة والأساتذة باكتشاف الحضارة الروسية عن قرب. كما أوضح الدكتور حمدوش، أن الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الروسية تشمل جانبًا ثقافيًا متوازنًا، يتمثل في تقديم دروس لتعليم اللغة العربية للطلبة والأساتذة الروس، في مقابل دعم تعلم اللغة الروسية بالجزائر، بما يسهم في تحقيق توازن معرفي وتبادل ثقافي يخدم الطرفين. ويجدر بالذكر، أن العلاقات الجزائرية-الروسية شهدت، عبر عقود، تعاونًا مثمرًا في عدة مجالات، خاصة في التعليم العالي، حيث أسهم خريجو الجامعات الروسية في مسيرة التنمية الوطنية. وتطمح جامعة قسنطينة 3، من خلال هذه الزيارة، إلى بناء جسور جديدة للتعاون المثمر والمستدام، عبر مشاريع علمية وتكوينية تعود بالنفع على الأسرة الجامعية الجزائرية.

سامي سعد