تعدى 14 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في الجزائر.. دعوة لنشر الوعي المجتمعي من أجل ربح المعركة ضد الداء

تعدى 14 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في الجزائر.. دعوة لنشر الوعي المجتمعي من أجل ربح المعركة ضد الداء

* كورونا زاد من معاناة المرضى

انطلقت حملة التوعية حول سرطان الثدي منذ حلول أكتوبر الوردي، الشهر العالمي لتعميق الوعي حول هذا الداء، الذي يسجل سنويا 14 ألف إصابة جديدة بالجزائر، وحسب المختصين في الصحة العمومية، فإن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال التكفل بالمصابات بهذا الداء، غير أن المعركة ما زالت مستمرة، والإعلام مدعو ليكون أحد الركائز الهامة في هذا المجال.

أكد المختصون في طب الأورام أن جائحة كورونا أثرت كثيرا على نوعية التكفل بالمصابين بالأمراض المزمنة على العموم وبالسرطان على الخصوص وتم الكشف عن تسجيل 14 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في الجزائر.

 

الوضعية الصحية أثرت على الوضعية

أوضحت الدكتورة أمينة عبد الوهاب مختصة في الكشف عن سرطان الثدي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج السرطان بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، بمناسبة إحياء شهر أكتوبر الوردي لمكافحة سرطان الثدي، أن الوضعية الصحية الاستثنائية التي تعيشها الجزائر على غرار بقية أنحاء العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا أثرت كثيرا على نوعية علاج المصابين بالأمراض المزمنة ولا سيما المصابات بسرطان الثدي باعتباره ينتشر بسرعة فائقة لدى بعض الفئات العمرية من النساء.

وبالرغم من التنظيم الذي سطرته السلطات العمومية لتحسين التكفل بالسرطان إلا أن جائحة كورونا أعاقت كثيرا هذا التكفل حيث سجل تأخر كبير في إجراء الفحوصات المبكرة بالماموغرافيا – حسب هذه الأخصائية – بسبب غياب وسائل النقل والتخوف من العدوى بالفيروس بمراكز الفحوصات بالأشعة التي اصبحت تستقبل أيضا المصابين بكوفيد-19.

وكشفت ذات المختصة من جهة أخرى عن انتقال الإصابة بسرطان الثدي من 300 حالة خلال سنة 1995 إلى 14 ألف حالة جديدة خلال سنة 2020 متوقعة ارتفاعها إلى 18 ألف حالة في سنة 2025 ومؤكدة أن معظم الحالات التي تتقدم إلى العلاج في الوقت الحالي تصل في مرحلة متطورة جدا من المرض ميؤوس من شفائها ويصعب التكفل بها.

 

تأخر الكشف يفاقم الوضع

ودعت في هذا المجال إلى ضرورة توعية المجتمع للتخلص من الذهنيات البالية التي تقلل من خطورة هذا المرض الذي يوصف بالخبيث، ما يؤدي إلى التأخر في الكشف المبكر عنه والتكفل به وما يترتب عن ذلك من فقدان نساء في ريعان شبابهن.

كما شددت الدكتورة عبد الوهاب من جانب آخر على دور الطبيب ووسائل الإعلام بمختلف أواعها في التوعية والتحسيس للتخفيض من معدل الإصابة بهذه الآفة التي بلغت مستويات وصفتها بالمخيفة، خاصة وأنها تصيب نساء متوسط أعمارهن أقل من 45 سنة، في الوقت الذي تتعرض فيه الأوروبيات إلى هذا المرض في سن 60 فما فوق.

وإن كانت عوامل السن والوراثة والهرمونية والتعرض لأشعة المصورة الطبية تلعب دورا هاما في الإصابة بهذا النوع من السرطانات، غير أن هذه المختصة لا تقلل من أهمية العوامل البيئية والبدانة والتغذية غير الصحية والإدمان على التدخين وقلة الحركة في الإصابة بهذا المرض الخبيث.

ومن جانبها أشارت الدكتورة آسيا موساي، مختصة في الأورام السرطانية لدى المرأة، إلى أن سرطان الثدي الشائع لدى هذه الفئة الاجتماعية يأخذ مدة حوالي 8 سنوات قبل ظهوره، ما يستدعي -حسبها – القيام بالفحوصات المبكرة ولا سيما الماموغرافيا للكشف عنه قبل استفحاله.

وأكدت في هذا الإطار أن الكشف عن الورم عند بلوغه 1 سم يتطلب اللجوء إلى الجراحة فقط، معتبرة إياها العامل الأساسي في التكفل بسرطان الثدي ومما يضمن الشفاء بنسبة 90 بالمائة، في حين عندما يبلغ المرض مراحل متقدمة فإنه يستدعي العلاج بالجراحة وبالكيميائي والأشعة.

وأوضحت أن هذا المرض عندما يبلغ هذه الدرجة من التطور لا يكون مكلفا فحسب بل تتضاءل فرص الشفاء منه، ناهيك عن أعراضه الجانبية ومعاناة المريضة اجتماعيا ونفسيا.

وعبرت رئيسة جمعية الأمل لمساعدة المصابين بالسرطان، حميدة كتاب، المنظمة لهذا اليوم التكويني والتوعوي لفائدة الصحفيين المختصين في الصحة، عن أسفها للوضعية الوبائية التي أدت إلى عزوف المصابين عن العلاج ما تسبب في تدهور وضعهم الصحي وتقليص نسبة الشفاء لديهم.

وطمأنت السيدة كتاب المصابات بوجود فرق طبية متخصصة بمختلف المراكز في انتظارهن لضمان استمرار العلاج والتكفل بهن على أحسن وجه، برغم تفشي فيروس كورونا، كاشفة من جهة أخرى عن مواصلة جهود الجمعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، عن طريق العيادة المتنقلة المجهزة لهذا الغرض، في إطار المخطط الوطني لمكافحة هذا الداء واستئناف هذا النشاط تدريجيا بعد تلاشي فيروس كوفيد-19.

ومن جهة أخرى عبرت عن أسفها للانقطاعات المسجلة في بعض أنواع الأدوية الأساسية الموجهة لعلاج السرطان منذ بداية ظهور وباء كورونا.

وبخصوص تباعد مواعيد العلاج بالأشعة التي ما زالت تطرح إلى حد الآن بالنسبة لمركزي بيار وماري كوري بالعاصمة والبليدة، أكدت ذات المتحدثة أنه سيتم حل هذه المشكلة بعد التطبيق الفعلي للمنصة الرقمية التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.

وثمنت السيدة نورة بوزيدة عضو بالجمعية، بدورها، تنظيم مثل هذه الأيام التكوينية لفائدة الصحفيين المختصين في الصحة من أجل توسيع معارفهم حول المرض ومساهمتهم بالتالي في تنوير الرأي العام حول هذا الداء الذي يزداد انتشارا يوما بعد يوم.

ل.ب