ما تزال العديد من العائلات القاطنة بالحي القصديري “سعيد حجار” ببلدية السحاولة غرب العاصمة، تنتظر ترحيلها إلى سكنات لائقة، ضمن عمليات إعادة الإسكان في مراحلها المقبلة، مؤكدة أنها من بين المحصيين في 2007، غير أن ذلك لم يشفع لها في الظفر بشقق الكرامة.
وناشدت تلك العائلات، في منشور نشرته عبر الصفحة الرسمية لولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، التدخل وانتشال القاطنين بهذا الحي القصديري من الجحيم الذي يتخبطون فيه منذ سنوات عديدة، معبرة عن استيائها الشديد، من سياسة اللامبالاة التي تنتهجها السلطات المعنية في التعامل مع قضيتهم، مشيرة إلى أن الحي أقصي من كافة عمليات الترحيل التي شهدتها العاصمة منذ جوان 2014، رغم الحالة جد الصعبة التي يعيشونها منذ أكثر من 30 سنة.
وفي هذا الصدد، أشار سكان الحي القصديري، إلى الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها في بيوت آيلة للانهيار، لا تصلح للعيش الكريم، خاصة أنها شيدت من الخشب والزنك والبلاستيك، وتنعدم فيها أغلب الضروريات من قنوات الصرف الصحي، الماء وغاز المدينة، فضلا عن الربط العشوائي للكهرباء ما ينذر بوقوع كارثة حقيقية، دون الحديث عن الكارثة الصحية التي تهدد صحتهم، بسبب الانتشار الكبير للرمي العشوائي للنفايات التي أصبحت تتراكم بشكل ملفت للانتباه متسببة في تشويه المحيط وانبعاث روائح كريهة، كما استاء المشتكون من الظروف المعيشية القاسية، وسط التهميش واللامبالاة الذي تنتهجه السلطات تجاههم، غير مكترثة حسبهم بمرارة المعاناة داخل البيوت القصديرية لسنوات، مؤكدين أنه وبالرغم مما يعانونه منذ عدة سنوات، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في برمجتهم مع المعنيين بعمليات إعادة الإسكان التي تحضّر لها السلطات بشكل دوري.
في سياق متصل، أوضح المشتكون، أن سكناتهم باتت هشة غير قادرة على التحمل أكثر، بفعل العوامل الطبيعية، حيث تزداد الخطورة بمجرد تساقط الأمطار، التي تؤدي إلى انزلاق التربة، مضيفين بأنهم تلقوا وعودا كثيرة من السلطات المحلية المتعلقة أساسا بعملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة، لكن الأمر لم يعد سوى عملية تهدئة لهم، مطالبين بضرورة تدخل سلطات ولاية الجزائر وأخذ وضعيتهم المزرية بعين الاعتبار، وترحيلهم إلى سكنات لائقة مثلهم مثل عشرات السكان الذين استفادوا من سكنات الكرامة بعد سنوات من الجحيم.
إسراء. أ