إن في إكرام النبي صلى الله عليه وسلم للأسرى، مظهراً فريداً من مظاهر الرحمة، في وقت كانت تُستَباح فيه الحرمات والأعراض. وكثيراً ما أطلق صلى الله عليه وسلم سراح الأسرى في سماحة بالغة، برغم أن عددهم بلغ في بعض الأحيان ستة آلاف أسير. وحين أُتي بالأسرى بعد بدر فرَّقهم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وقال: “استوصوا بهم خيراً”، وبهذه الوصية النبوية الرفيعة، تحقق في هذا الجيل الإسلامي قول الله تعالى: ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ” الإنسان: 8. وأطلق يوم فتح مكة جماعة من قريش فكان يقال لهم: “الطلقاء”. فهذه نماذج، تبين لنا مدى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأسرى.