تظاهر مئات الأشخاص من اسبانيين و صحراويين بمدريد تنديدا باتفاقات مدريد مطالبين باجراء استفتاء حول تقرير المصير بالصحراء الغربية. و استجابة لنداء التنسيقية الاسبانية للجمعيات الصديقة مع الشعب الصحراوي تظاهر مئات الأشخاص الذين قدموا من مختلف مناطق اسبانيا في مسيرة هادئة و سلمية من أجل التنديد باتفاقات مدريد الموقع عليها في 14 نوفمبر 1975 التي سمحت للمغرب باحتلال الأراضي الصحراوية بطريقة غير
شرعية.و امتدت هذه المسيرة من المحطة الرئيسية أتوشا إلى مقر وزارة الشؤون الخارجية حيث رفع المتظاهرون الرايات الصحراوية و لافتات كتب عليها ” المغرب ظالم و اسبانيا مسؤولة” و “الحرية و السلام بالصحراء الغربية” و “العدل للشعب الصحراوي” يتقدمهم وفد صحراوي يضم وزير التعاون للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بولاهي سيد و المنتدبة لجبهة البوليزاريو باسبانيا و رئيس التنسيقية الاسبانية-الصحراء خوسيه تابووادا. و قد تجمع المتظاهرون أمام الوزارة لمطالبة الحكومة الاسبانية بدعم القضية الصحراوية و تحديد تاريخ لاجراء استفتاء حول تقرير المصير عندما تشرف اسبانيا على رئاسة مجلس الأمن الأممي في ديسمبر القادم.و في مداخلة له بهذه المناسبة ندد الناشط الصحراوي للدفاع عن حقوق الانسان حسان عاليا بالسياسة الاسبانية تجاه الصحراء الغربية و خاصة “صمتها إزاء وضعية الشعب الصحراوي الذي يعيش في المنفى منذ 41 سنة و تواطئها مع النظام المغربي الذي ينتهك بشكل ممنهج الحقوق الأساسية للصحراويين بالأراضي المحتلة”. كما طالب المتحدث بتدخل المجتمع الدولي من أجل اطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين المحكوم عليهم و المحتجزين بالسجون المغربية.و قد شكر رئيس التنسيقية الاسبانية للجمعيات الصديقة مع الشعب الصحراوي المتظاهرين الذي قدموا تأكيدا ل “صداقتهم و تضامنهم مع الشعب الصحراوي”.كما ندد خوسي تابوادا بالصمت الملاحظ منذ أزيد من 40 سنة من طرف حكومتي الحزب الشعبي و الحزب الاشتراكي و قدم الشكر للتشكيلات السياسية الاسبانية الجديدة مثل بوديموس التي تساند هذه القضية.و ستترأس اسبانيا خلال شهر ديسمبر المقبل مجلس الأمن الاممي و ستمكنها هذه الفرصة من “إصلاح الظلم” الذي تتعرض له الصحراء الغربية منذ أزيد من 41 سنة من خلال تحمل مسؤوليتها قصد استكمال مسار تصفية الاستعمار و دعم تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية تحت رعاية الأمم المتحدة.