فنانون كثيرون يمرون في الوقت الحالي بظروف اجتماعية وصحية حرجة أمثال الفنانة ليندة سلام التي تعاني في صمت ولم تجد من يتكفل بحالتها الصحية، فريدة صابونجي، شافية بودراع، نورية، الفنانة القبائلية لويزة
وأسماء فنية أخرى أفنت حياتها في خدمة الفن وهي الآن تعاني في صمت ولم تجد من يتكفل بها للخروج من معاناتها وظروفها الصحية الصعبة، في حين كان هناك تضامن كبير مع الفنانين المسجونين وتم تنظيم وقفات احتجاجية منددة بسجن الفنانين مطالبة بإطلاق سراحهم.
وعن تجاهل الوسط الفني وعدم استجابته لنداءات الفنان المريض الذي يمر بظروف اجتماعية صعبة، وتجاوبه بسرعة مع الفنانين المسجونين، تحدثت “الموعد اليومي” إلى بعض الأسماء المعروفة على الساحة الفنية.
سامي زرياب:
هذا الحدث تم تسييسه من طرف إحدى القنوات التلفزيونية

وقفة الفنانين الأخيرة مع زملائهم المسجونين كانت تضامنية وليست احتجاجية، لأنه لو كانت وقفة احتجاجية، كان من الأجدر أن يحتج الفنان على الأوضاع المزرية التي يعيشها وعلى سلوك الجهات المسؤولة عن قطاع الثقافة، حيث تتجاهل الفنانين ولا تعطي قيمة إلا لفئة قليلة التي هي محسوبة على بعض المسؤولين خاصة على البرمجة وبدوري أثمن مثل هذه الوقفات، وفي غياب الحس الجماعي وفي غياب الروح الأخوية والتضامنية بين الفنانين وهذا راجع لعدم وجود نقابة للفنانين ولا مكان يجتمع فيه هؤلاء. ومثل هذه الوقفات التضامنية يقومون بها في العالم بأكمله بما فيها الدول العربية كتونس، مصر والمغرب، ولا أراها تجاوزا لصلاحيات العدالة. ومن خلال هذه الوقفة أراد هذا الجمع من الفنانين إيصال صوت تضامني، صوت ينادي للحرية وينادي للإفراج عن المسجونين، وشعر هؤلاء أن الفنان المسجون تعرض للظلم بسجنه، ولو كان مدانا، لا أظن أن هذا الجمع الغفير من الفنانين سينظم لأجله هذه الوقفة. وقد أوقف أغلب هؤلاء لحسابات شخصية، ولا أرى حرجا في تنظيم هذه الوقفة. وأظن أن هذا الحدث استغلته إحدى القنوات التلفزيونية وحولته إلى حدث سياسي. والفنان لم يتجاهل أبدا الوقفات التضامنية مع مختلف فئات المجتمع، ودائما يرد عليها بالإيجاب، والذنب ذنب وسائل الاعلام التي لم تقم بدورها في هذا الإطار، والفنان مهما كان مستواه الفني والمعيشي يرد دائما بالإيجاب على هذه النداءات.
وكانت هناك العديد من التكريمات لكبار الفنانين، لكن الوقوف إلى جانب الفنانين المرضى، فهنا يتعلق الأمر بإمكانيات الفنان المادية.
حسان كركاش
الوقفة لم تتجاوز صلاحيات العدالة وكانت بترخيص من وزارة الداخلية

الفنان يجب أن يقف إلى جانب زميله الفنان مهما كانت صفته ودون جهوية، وكل الفنانين الذين شاركوا في الوقفة التضامنية كانوا أيضا يحتجون ويطالبون بعدم التشهير، لا للتشهير بالفنان حينما يتعرض إلى مواقف غير فنية في حياته، لأن إحدى القنوات التلفزيونية تعاملت مع قضية سجن الفنان من باب فضحه والتشهير به وقدمته على أنه مجرم، وهذا ما نددنا به جميعنا من خلال هذه الوقفة، ولم نشكك في العدالة الجزائرية أبدا وفي الأصل القضية كانت قيد التحقيق، وهذه الوقفة لم تكن عشوائية بل كانت بترخيص من وزارة الداخلية. ولم تكن هذه الوقفة ضد العدالة الجزائرية، بل أردنا هذه الوقفة تضامنا مع الفنان بوعكاز لأن الفنان لابد أن يكون حرا حتى يبدع، وهذه الوقفة جاءت لإثبات وقوف الفنانين مع بعضهم البعض في الأوقات الحالكة. أما بخصوص عدم قيام الفنانين بوقفات مماثلة للفنانين المرضى، فأنا أوافقك الرأي، وبدوري طالبت بهذا الأمر في العديد من المناسبات وأتمنى أن يتجسد هذا الأمر في المستقبل القريب.
نضال
الحرية في ظروف صعبة أثمن بكثير من السجن

إن الحرية في ظروف صعبة أثمن بكثير من السجن في أريحية، فالسجن سجن في كل الحالات، يعني أن هناك أولويات. ومن قال إن بوعكاز يعيش ظروفا جيدة، فهذا غير صحيح، فهو لحد الآن لا يملك سكنا. أما عندما يكون الفنان مريضا وعدم تنظيم زملائه لوقفات تضامنية، فهذا أمر آخر، وإن شاء الله هذه الوقفة التي خصصت للتضامن مع بوعكاز ستكون بداية للتضامن والتآزر بين الفنانين في مختلف الحالات والمجالات، عندئذ لا حاجة للفنان الجزائري لقانون يحميه، تكفينا وحدتنا وإحساسنا ببعض ومسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض.
جمال قرمي:
نحن دائما نطالب بالحماية الاجتماعية للفنان

أولا نحن لا نشك في العدالة الجزائرية ولسنا ضدها وعندنا ثقة كبيرة في العدالة الجزائرية، والوقفة كانت ضد التشهير بالفنان عبر وسائل الاعلام قبل ثبوت تهمته، أما فيما يخص الظروف الاجتماعية للفنان من سكن أو مرض فنحن دائما نطالب بالحماية الاجتماعية للفنان، والفنان يحتاج إلى الرعاية دائما وتحل مشاكله دون وقفات وذلك عبر الاتصال بالجهات الوصية، منها وزارة الثقافة ولا تحتاج هذه التدخلات إلى وقفات، وهنا يجب المطالبة بسن قانون يحمي الفنان ويوفر له حقوقه منها وزارة الثقافة ولاتحتاج هذه التدخلات إلى وقفات، وهنا يجب المطالبة بسن قانون يحمي الفنان ويوفر له حقوقه.
طارق ناصري:
التنديد كان ضد التشهير بالفنان في القنوات التلفزيونية

لم نشك أبدا في العدالة الجزائرية واطلاق سراح المسجونين من عدمه من اختصاصها وصلاحيتها، وكان يجب التنديد من خلال هذه الوقفات بالتشهير بالفنان في القنوات التلفزيونية، وأنا معك في أن تكون وقفات مماثلة للفنانين المرضى الذين يعانون من ظروف صحية واجتماعية صعبة كما هو الحال بالنسبة للفنانة ليندة سلام. وقد بادرت إلى الاتصال بفنان معروف كان قد دعا زملاءه من الوسط الفني إلى جمع المال واعطائه الى زوجة بوعكاز لكي يقوم بحملة مماثلة لصالح الفنانة المريضة ليندة سلام التي هي بحاجة ماسة إلى مساعدة، ولحد الآن لم يقم بأي شيء للأسف. وكنت أتمنى أن يكون تضامن الفنانين فيما بينهم في مختلف الحالات وفي كل الظروف.
محمد عزون:
التضامن بين الفنانين أثمنه

التضامن بين الفنانين في مختلف المراحل أثمنه، فقط أتمنى أن يكون التضامن مع كل الفنانين وفي مختلف الحالات وليس فقط مع فئة معينة.
علي جبارة
في غياب قانون يحمي الفنانين عمت الفوضى

تحدث كل هذه التجاوزات والفوضى بسبب غياب قانون يحمي الفنان ويدافع عن حقوقه، وقد طالبنا منذ سنوات طويلة السلطات المعنية بالشأن الثقافي بسن هذا القانون، لكن لا حياة لمن تنادي، ولذا أصبح اعتقال الفنانين والاعلاميين والرياضيين مسيّسا.
الإعلامي جمال نذير يؤكد لـ “الموعد اليومي”:
لن أتضامن مع أي كان دون معرفة حيثيات قضيته

من جهته، الإعلامي جمال نذير تلقى دعوة للمشاركة في الوقفة التضامنية مع الفنان بوعكاز، لكنه لم يرد على هذا المطلب بالإيجاب وفي هذا الموضوع قال:”للأسف الساحة الفنية تواجه عدوًا أكثر خطرًا من الإهمال، وهو إزدواجية المعايير في التصرف، فهم يخرجون في وقفات للتنديد بالحبس والتشهير الإعلامي الذي يتعرض له البعض منهم، في حين أن الكثير من الفنانين يعانون ظروفًا صعبة للغاية وقد تم التشهير بحالاتهم في كل القنوات لكن لم نشاهد أي وقفة معهم، مثلًا الفكاهي زعباطة تم التشهير بحالته في كل القنوات عندما بقي في الشارع دون مأوى، لكن لم نشاهد أي وقفة ما عدا مناشير فايسبوكية لم تساهم في شيء بقدر ما شهّرت بحالته أكثر، والفنان الراحل أبو جمال الذي اضطر إلى التسول على المباشر في أكثر من قناة ورحل عنّا وهو يحلم بكرسي متحرك وحياة كريمة، لكن مرة أخرى لم نشاهد أي وقفة احتجاجية في وجه وزارة منحت ماجدة الرومي أربعة ملايير لقاء ساعات قليلة، إذًا فأنا أقول إن الإزدواجية في التعاطي مع المستجدات تعتبر أخطر من الصمت في حد ذاته، أضف لذلك أن فنانينا لا يفرقون بين التعاطف والتضامن، فكيف أتضامن بمنشور فايسبوكي أو بوقفة أمام مجلس القضاء لأخذ السِلفيات والفيديوهات، في حين أن الفنان يحتاج لتضامن فعلي وليس مجرد شعارات، وأنا شخصيًا لا أتضامن مع أي كان دون معرفة حيثيات قضيته، فقد يكون مذنبًا فعلًا، فليتحمل مسؤولية أعماله، طبعا أتعاطف مع عائلته وأشجب التشهير به حتى لو كان مذنبًا”.
وأضاف: “الوقفات الاحتجاجية مسموح بها في كل دول العالم، لكن من الخطير جدا أن يقبل فنان على الطعن في عدالة بلده وينشر ذلك أمام كل العالم، وأجد من الطريف أن الفنانين الذين هاجموا عدالتنا هم أنفسهم الذين تحصلوا على حقوقهم بعد اللجوء إليها سابقا، فأروقة المحاكم عندنا تعج بشكاوى المستحقات التي يرفعها الفنانون. كان من اللائق أن يندد المحتجون بالظروف والمشاكل التي يعانون منها، لا أن يطعنوا في جهاز يعد من ركائز الدولة، فحتى لو كنت لا أثق في عدالتنا لكن زيتنا في دقيقنا، ومن سخرية الأقدار أن الفنانين عندنا يشهِّرون بالعدالة والمسؤولين تنديدا بالتشهير الذي تعرضوا له!! ، لذلك فنحن ندور في دائرة مغلقة محفوفة بالتشهير والفضائح لن يستفيد منها أحد، كان حري بالجميع ترك العدالة تأخذ مجراها، والتوجه لها إذا ما تعرضوا لتشهير إعلامي، عموما ندعو الله أن ينتهي هذا المسلسل على خير”.
حورية/ ق