الجزائر- اعتبرت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن امتحان البكالوريا جرى في ظروف تنظيمية محكمة وآمنة من خلال اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة تعكس إرادة الدولة في ضمان تكافؤ الفرص بين المرشحين.
وجاء هذا بعد أن قدمت وزيرة التربية الوطنية في أمسية اليوم الأخير لامتحان شهادة البكالوريا، 15 جوان 2017 عرضا عن نهاية مهمة الفرق المكلفة بتصميم، قراءة ومراقبة وكذا طبع مواضيع شهادة البكالوريا وهذا بعد 37 يوما من العزلة بالديوان الجهوي للامتحانات والمسابقات.
وبهذه المناسبة قدمت الوزيرة تشكراتها إلى كافة المؤطرين من بيداغوجيين وإداريين وعمال الدعم عن المجهودات المبذولة من طرفهم واعترافا بالالتزام والتجنيد الذي أبدته مختلف الوزارات وكذا مختلف الأسلاك المشتركة الأخرى.
هذا ونوهت الوزيرة في كلمتها بجهود الاسرة التربوية وكل الذين شاركوا في الامتحان قائلة “إنه، وبفضل تمكّن الجميع من احترام مراحل البروتوكول المعدّ لتحضير وتنظيم بكالوريا هذه السنة 2017، ما أدى إلى نجاح مجريات هذا الامتحان.”
وياتي هذا فيما أسدل الستار، الخميس، على امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2017، عبر كامل التراب الوطني، وسط إجراءات تنظيمية محكمة من شأنها ضمان مصداقية لهذه الشهادة التي تفتح آفاق الدخول إلى الجامعة وفق وزارة التربية التي أكدت أنه باستثناء الغيابات التي سجلت في أوساط المترشحين في مختلف الشعب سواء كانوا من النظاميين أو الأحرار وبعض حالات الغش التي حدثت ببعض مراكز الامتحانات عبر الوطن، جرت البكالوريا هذه السنة في عمومها في ظروف تنظيمية وصفت بالجيدة بحيث لم يسجل فيها تسريب للمواضيع مثلما جرى السنة الماضية وأدى إلى الإعادة الجزئية للبكالوريا في بعض الشعب لا سيما شعبة العلوم التجريبية.
بن غبريط: “نشر المواضيع على “الفايس بوك” لم يؤثر على “الباك”
ويأتي نجاح هذه الامتحانات بعد إعداد مخطط مصادق عليه من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتأمين مواقع الامتحان مع إعادة تأهيل المقر الجهوي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالعاصمة وتقليص عدد المراكز التي تحفظ فيها مواضيع الامتحان وتنصيب أجهزة التشويش وكاميرات المراقبة والتسجيل على مستوى مراكز طبع مواضيع البكالوريا ومراكز حفظ المواضيع، علاوة على منع دخول السيارات إلى مراكز الإجراء وعدم قبول أي تأخر يوم الامتحان ووضع الهواتف النقالة وكل وسيلة اتصال بمدخل المركز في قاعة تخصص لذلك.
وبخصوص نشر مواضيع امتحان اليوم الأول على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بعد حوالي ربع ساعة من انطلاق الامتحان، اعتبرت الوزيرة أنه لم يؤثر على السير الحسن لهذا الموعد، لاسيما بعد منع التلاميذ من الدخول إلى الأقسام بعد التاسعة صباحا، حيث توعدت كل من تورط في نشر مواضيع الامتحانات عبر شبكة التواصل الاجتماعي بالمتابعة القضائية وعقوبات صارمة، علما أن عدد محاولات الغش المسجلة خلال الايام الأربعة الأخيرة بلغت 441 حالة تتعلق أساسا باستعمال الهاتف النقال.
وقد أحصت الوزارة، أيضا، تأخر وتغيب حوالي 10 آلاف مترشح في هذه الامتحانات و هو ما يمثل نسبة 2 بالمائة من مجموع المترشحين المتمدرسين، بحيث بلغ إجمالي هذه الحالات في اليوم الأول من الامتحانات نسبة 39، 11 بالمائة، من بينهم 56، 1 بالمائة بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين.
وأكد في هذا الشأن مدير الدراسات بوزارة التربية، مولود بولسان، لدى نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية، الخميس، أنه بلغت نسبة المترشحين المتمدرسين المتغيبين والمتأخرين عن موعد امتحانات البكالوريا 2 ٪ خلال دورة جوان 2017 في حين ضبط أكثر من 440 مترشحا في حالة غش خلال الأيام الاربعة الأخيرة من البكالوريا,
وأوضح أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات لضمان وصول المترشحين المتمدرسين إلى الامتحان في الوقت، واصفا تأخر المترشحين المتمدرسين عن امتحان البكالوريا بـ”غير المقبول” لا سيما وأن “توزيعهم على مراكز الاجراء على مستوى الولاية تم بطريقة مدروسة، أخذت بعين الاعتبار مكان اقامتهم”.
بالمقابل لم يستبعد بولسان “احتمال وصول المترشحين الأحرار متأخرين نظرا لبعد المسافة بين مقر سكناهم والمراكز التي تم توجيههم اليها”، ويأتي هذا فيما تميزت بكالوريا هذه السنة بتزامنها مع شهر رمضان، حيث اثر الصيام والحرارة على تركيز المترشحين لا سيما في المناطق الجنوبية التي تصل درجة الحرارة بها في فصل الصيف إلى حوالي 50 درجة، و مما زاد من مشقة المترشحين مكوثهم لساعات أمام مراكز الإجراء لعدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم خوفا من عدم الوصول لمواصلة امتحانات الفترة المسائية.
وبخصوص الغش، أكد المسؤول نفسه أن 441 مترشحا للبكالوريا ضبطوا في حالة غش، مؤكدا أنه “سيتم تطبيق القانون تجاه كل مترشح ضبط متلبسا وبحوزته وسائل الغش”مع العلم أن العقوبات تتراووح بين إقصاء من إعادة امتحانات البكالوريا من 5 سنوات إلى 10سنوات.
للإشارة فقد بلغ عدد المترشحين للبكالوريا 761.701 مترشحا، من بينهم 491.298 متمدرس و 270.403 أحرار.