أكد خبراء التربية على وجود بعض التصرفات والسلوكات التي لا يجب على الأم أن تجبر طفلها عليها حتى يكبر بشخصية سوية وقوية وصحية، إن جاز التعبير.
أشار المختصون إلى أن إجبار الطفل على بعض السلوكات يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أن قيامه بها يؤثر على شخصيته ونفسيته ونظرته إلى ذاته، لذا فإنه من الضروري أن تتبعي مع طفلك أسلوباً آخر غير الإجبار، ويمكنك أن تقنعيه برأيك، وكذلك من الضروري تقبّل رأيه وحرصه على أن تكون له شخصيته، وفي هذا المقال سنتطرق لأبرز هذه السلوكات التي حددها خبراء التربية:
عدم اجباره على تناول الطعام
يجب أن تتوقفي عن إجبار الطفل على تناول الطعام، خاصة حين يبدأ في تناول طعامه بنفسه؛ بمعنى أنه قد أصبح له ذوق غذائي، فهو قد قرر ماذا يحب وماذا يكره من أصناف الطعام، ولذلك يجب ألا تفرضي عليه ذوقك، ومع ذلك يجب أن تتبعي نصائح هامة لتحسين ذوق طفلك الغذائي منذ صغره؛ لأن الطفل الذي يرفض الطعام قد يُقبل على تناول أصناف من الطعام قليلة الفائدة وغير مناسبة لمرحلة النمو التي يمرّ بها، ولذلك فمن ضمن النصائح لكي تحلي مشكلة رفض طفلك للطعام؛ أن تحرصي وفي عمر مبكر على جلوسه إلى مائدة طعام العائلة؛ لكي يعتاد على طريقة أكلهم، والتعرف إلى أذواقهم المختلفة في اختيار الطعام.
لا تجبريه على مشاركة مقتنياته الخاصة مع الآخرين
يرفض خبراء التربية أن تجبري طفلك على أن يشارك ألعابه الخاصة وكل مقتنياته التي تخصه وتهمه مع أطفال آخرين، مهما كانت درجة الصلة أو القرابة مع ذويه؛ لأن الطفل في هذه الحالة سوف يكره المجتمع المحيط به، ويعتقد أنه يستولي على أشيائه، خاصة أن الطفل ومنذ سن صغيرة يتمسك بما يملك، فتلاحظ الأم أنه يستيقظ من نومه فجأة لكي يبحث عن لعبته القماشية أو المطاطية وهو لا يزال رضيعا.
عوّدي طفلك أن يعرف الفرق بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين، ولذلك عليكِ اتباع نصائح لتعليم طفلك التفرقة بين أغراضه الخاصة وممتلكات الآخرين لكي يتعود الطفل على احترام خصوصية من حوله، وفي الوقت نفسه يحافظ على كل ما يخصه.
لا تجبريه على السلام على الآخرين
ينصحك خبراء التربية أن تمنحي طفلك الفرصة لكي يتعرف إلى الآخرين، ولا تجبريه أن يمد يده لكي يسلم عليهم مثلاً، وإذا كان من الضروري أن يتعلم الطفل آداب التحية والزيارات العائلة؛ فإن تعليم الطفل أن تكون له شخصيته المستقلة هو الهدف الأساسي، فلا تنهري طفلك مثلاً وتعنّفيه لأنه لم يبادر بمد يده للسلام، فهو لا يزال صغيراً وخجولاً، وتعد تحية الكبار بالنسبة له خطوة تحتاج للتمرين والتعويد والمزيد من الصبر، فمن الطبيعي أن تلاحظي في البداية أنه يتوارى خلفك حين يدق باب البيت مثلاً.
لا تجبريه على الاعتذار من دون أن يعرف خطأه
لا تجبري طفلك على الاعتذار، بحيث تكون لغة الاعتذار هي الخطوة الملازمة لكل تصرف يقوم به، وبحيث يشعر الطفل بالمهانة وبأنه عديم القيمة في نظر أمه، كما أن الطفل حين يجد أنكِ تسرفين في طلب الاعتذار منه؛ أنه يمكنه أن يرتكب أي خطأ وينتهي ذلك بكلمة “آسف”، ويقع هذا السلوك بمسؤوليته الجسيمة وعواقبه على الأم قبل الطفل.
ولا تعتقدي أن إجبار طفلك على الاعتذار سوف يحل المشاكل في أسرع وأقصر الطرق، لأن الاعتذار يأتي أولاً من خلال اقتناع الطفل بأنه قد أخطأ.
لا تجبريه على اللعب مع أطفال لا يعرفهم
لا تجبري طفلك على اللعب مع أطفال لا يعرفهم لمجرد أنكِ تعرفين ذويهم، لأنه ليس من الضروري أن يحب طفلك من تحبينهم، كما أنه ليست هناك ضرورة لأن تفرضي على طفلك أن يدخل بيت صديقتك مثلاً لكي ينطلق باللعب مع أطفالها، فالطفل أولاً سوف يشعر ببعض الحرج وعدم الألفة، وغالباً ما يلتصق الطفل بأمه في وجود الغرباء، ويجب أن تتركي له في هذه الحالة الحرية في الحركة، سواء حين يدعوه الطفل ذاته لكي يلعب معه، أو حين تدعوه صاحبة البيت للتوجه إلى غرفة اللعب.
ق. م