شاركت هيئة المهندسين المعماريين الجزائريين في فعاليات المنتدى الدولي للاتحاد العالمي للمعماريين، الذي انعقد في كوالالمبور، ماليزيا وجاءت المشاركة الجزائرية لتسليط الضوء على التراث المعماري الوطني المميز الذي يعكس تنوع الهوية الثقافية للبلاد.
في هذا الإطار، أكد رئيس المجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، حسان مالكية، أن الجزائر تمتلك إرثا معماريا غنيا يمتد لعصور طويلة، ويتميز بجماليات فريدة ومتانة تصميمية أثبتت قدرتها على الصمود عبر الزمن. وأشار إلى أن العمارة الميزابية والأمازيغية تعد من أبرز المعالم التي تجسد الهوية الوطنية والتراث المتنوع للجزائر. وشارك الوفد الجزائري، الذي ضم إلى جانب رئيس المجلس الوطني، ميلود بن زردة، رئيس لجنة المنازعات بالمجلس، وأعضاء آخرين، في تقديم مداخلات حول الهندسة المعمارية في الجزائر. وتناولت هذه المداخلات تفاصيل دقيقة عن التصميم المعماري لمنطقة بني ميزاب المصنفة تراثا عالميا في منظمة “اليونيسكو”، بالإضافة إلى العمارة الأمازيغية التي تمثل هوية عمرانية مميزة. تضمن المنتدى مداخلة مهمة للمهندس قاسم راعي، ممثل الجزائر في مجموعة العمل التابعة للاتحاد الدولي، حيث قدم عرضا مفصلا عن التراث المعماري الصحراوي في منطقة بني ميزاب. كما قدمت المهندسة أمل تركي مداخلة حول الهندسة الأمازيغية، مسلطة الضوء على طابعها الفريد الذي يبرز جماليات المناطق الجبلية في الجزائر. يهدف المنتدى، الذي يعقد تحت شعار تعزيز الحوار الجماعي بين المهندسين المعماريين، إلى مناقشة دور الهندسة المعمارية في مواجهة التحديات العالمية، بما فيها القضايا البيئية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية. كما يسعى إلى استكشاف طرق جديدة للتعبير عن الهوية الثقافية في العمارة الحضرية، وسط هيمنة التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي على التخطيط العمراني. وأكد المشاركون الجزائريون، أن الترويج للهندسة المعمارية الوطنية في مثل هذه المحافل الدولية يعزز من مكانة الجزائر على الساحة العالمية ويعكس عمق هويتها الثقافية. كما أشاروا إلى أن هذه المشاركة تمثل فرصة لتبادل الأفكار مع المهندسين من مختلف دول العالم وتطوير رؤى جديدة للتصميم والتخطيط العمراني. بهذا الحضور، استطاعت الجزائر أن تؤكد مرة أخرى أهمية الحفاظ على تراثها المعماري وإبرازه كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية العالمية.
محمد بوسلامة



