تشهد إقبالا معتبرا بسبب التخفيضات النسبية…”ميسورون” يزاحمون “الزوالية” في أسواق الرحمة !

elmaouid

الجزائر- يحج مئات المواطنين يوميا خلال شهر رمضان إلى أسواق الرحمة المتواجدة في ولايات الوطن،  لاقتناء مختلف مستلزمات المائدة في الشهر الفضيل، من مواد غذائية إلى خضر وفواكه وصولا اللحوم الحمراء والبيضاء، سيما وأن مثل هذه الأسواق تتميز بالطابع التضامني من خلال التخفيضات النسبية التي مسّت المنتوجات المعروضة فيها، عكس ما هو موجود في اسواق التجزئة.

العينة كانت من سوق الرحمة المتواجدة بمقر النقابة المركزية للإتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث نزلت الموعد اليومي لمعرفة أسعار المنتوجات والمواد المعروضة، ومدى التزام التجار العاملين هناك بضبط الأسعار وعدم التلاعب بها، خاصة وأن الموسم الماضي عرفت بعض المنتوجات في  السوق نفسها زيادات فاقت ما هو موجود في  أسواق التجزئة.

وتشهد سوق الرحمة بـمقر  UGTA التي ستتواصل إلى غاية نهاية شهر رمضان المعظم، إقبالا معتبرا من المواطنين والعائلات القاطنة بالعاصمة، حيث خُصصت فضاءات مختلفة للتجار لعرض سلعهم في أجنحة مخصصة للخضر والفواكه، وأخرى للمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، بالإضافة إلى اللحوم والبيض، ولم يقتصر عرض السلع على التجار فقط ، بل منح منظمو السوق بعض الأجنحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الناشطة في إطار ”أونساج” لعرض سلعها أمام المواطنين، في حين تواجدت أيضا المؤسسة الوطنية للأدوات الكهرومنزلية بمختلف أصنافها بالإضافة إلى الملابس والأحذية.

 

أسعار الخضر والفواكه في المتناول

عكس السنوات الماضية التي تميّز فيها دخول شهر رمضان، بارتفاع ”بورصة” الخضر والفواكه، استقرت الأسعار هذه السنة في أسواق الجملة والتجزئة ليمتد مفعولها إلى أسواق الرحمة بنسب متفاوتة مقارنة بالأسواق العادية نظرا لوفرة المنتوجات الفلاحية، حيث تراوح سعر البطاطا بسوق الرحمة بمقر النقابة المركزية بين 35 دج إلى 40 دج للكلغ الواحد، والطماطم  بـ 35 دج للكلغ الواحد، والكوسة أو “القرعة” بـ 50 دج للكلغ الواحد، أما البصل بـ 25 دج للكلغ الواحد، والثوم بـ 110 دج للكلغ الواحد، في حين وصل سعر الفلفل الحلو إلى 90 دج للكلغ الواحد، والسلاطة بـ 70 دج للكلغ الواحد، وهي الاسعار التي تختلف عن اسواق التجزئة بفارق 5 دج إلى غاية 25 دج بالنسبة لبعض المنتوجات. 

والأمر نفسه بالنسبة لأسعار الفواكه في سوق الرحمة، حيث بلغ سعر الدلاع والبطيخ  50 دج للكلغ الواحد، والخوخ  90 دج للكلغ الواحد، والمشمش 60 دج للكلغ الواحد، أما سعر الموز وحب الملوك فقد بلغ 300 دج للكلغ الواحد، في حين بلغ سعر التمر 400 دج للكلغ الواحد.  

و تميزت اسعار الخضر والفواكه في سوق الرحمة لهذه السنة بتخفيضات متفاوتة مقارنة بالأسواق الجوارية، عكس السنة الماضية التي لم تشهد سوق الرحمة بـمقر النقابة المركزية تخفيضات، حيث كانت أسعار بعض المنتوجات الفلاحية مرتفعة عن أسواق التجزئة.

 

طوابير طويلة وشجارات بين المواطنين بسبب “الفرينة” وأكياس الحليب

و سجلت أجنحة بيع “الفرينة” والحليب طوابير طويلة للمواطنين، نظرا للسعر المنخفض بالنسبة لمادة الفرينة الذي وصل إلى 135 دج لـ 5 كلغ من جهة ، ووفرة أكياس الحليب من جهة أخرى، سيما وأن مادة الحليب تنفد بسرعة في محلات المواد الغذائية ومنعدمة في بعض المناطق وهي الفرصة التي وجدها زائرو سوق الرحمة  سانحة لاقتناء ما يمكن اقتناؤه من هذه المادة.

و خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت ”الموعد اليومي” سجلنا مناوشات كلامية بين المواطنين بسبب رغبة البعض في اقتحام “الطابور” بحجج مختلفة، وصلت في بعض الأحيان إلى الشجار بالأيدي الذي لم يقتصر على الرجال فقط وإنما امتد للجنس اللطيف.

 

تخفيضات بـ 5 دج للمشروبات والبيض بـ 250 دج للبلاطو

والأمر نفسه بالنسبة لأجنحة بيع المشروبات الغازية والعصائر التي عرفت هي الأخرى  تشكل طوابير أقل مما شهدته أجنحة بيع الفرينة والحليب، حيث تنوعت أنواع وماركات العصائر المعروضة لتصل إلى حوالي 6 ماركات تنافست فيما بينها على من يغري المواطن أكثر من خلال التخفيضات التي بلغت ما بين  5 دج و10 دج مقارنة بما هو موجود في المحلات.

وبلغ سعر البيض 250 دج للبلاطو الواحد،  وقنينة زيت ذات 5 لترات  510 دج، أما أسعار العجائن من كسكس ومعكرونة فقد عرفت تخفيضات بـ 4بالمائة مقارنة بالأسعار خارج أسواق الرحمة.

 

“الغنمي” بـ 1230 دج  ولا أثر للحم البقر

وبلغ سعر لحم “الغنمي” الطازج 1200 دج للكلغ الواحد أي بفارق يصل إلى 200 دج مقارنة بما يباع في المحلات، فيما لم نجد أي أثر للحم البقر في جميع أجنحة سوق الرحمة . وقدر سعر الكلغ الواحد من الدجاج  250 دج للكلغ الواحد، أما “السكالوب”   48 للكلغ الواحد .

ولم نشهد خلال جولتنا في سوق الرحمة إقبالا كبيرا من المواطنين على الجناح المخصص لبيع اللحوم،  نظرا لعدم ثقة المواطنين بجودة ونوعية اللحوم المعروضة، بحسب ما استقته “الموعد اليومي” من أحد المواطنين .

 

سوق الرحمة ..عندما يلتقي الفقير والغني في طابور واحد

لعل أهم ما شد انتباهنا خلال جولتنا إلى سوق الرحمة هو عدم اقتصار الوافدين للسوق على فئة أصحاب الدخل الضعيف أو المتوسط، وإنما عرف توافد أصحاب “الشكارة” أو فئة الميسورين حيث امتزج خليط بين مختلف شرائح المجتمع في سوق ذات طابع تضامني .

وعبر بعض المواطنين الذي استطلعت “الموعد اليومي” أراءهم عن رضاهم وارتياحهم لأسعار السلع المعروضة، متمنين من القائمين على السوق والتجار أن يبقوا الاسعار مستقرة على ما هي الآن إلى غاية نهاية الشهر الفضيل.