علاقة زوجية

تشكل تحديا كبيرا.. لماذا تكثر المشاكل في بعض العلاقات الزوجية؟

تشكل تحديا كبيرا.. لماذا تكثر المشاكل في بعض العلاقات الزوجية؟

يواجه الزوجان بشكل عام تحديات وصعوبات لم يكونا يتوقعانها، وهذه التحديات تمتحن قوة العلاقة ومدى استعداد كلا الطرفين للعمل معاً على تجاوزها.

تشكل الخلافات الزوجية المتكررة تحدياً كبيراً في العلاقات الزوجية، التي تحول دون شعورهما بالسلام النفسي والطمأنينة وراحة البال والتعايش بينهما، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقة وزيادة المشاكل بين الشريكين تدريجياً، وهناك أسباب وعوامل عديدة يمكن أن تؤدّي إلى الوقوع في النزاعات والخلافات الزوجية المتكررة، ومنها :

غياب التفاهم والانسجام

وهو يعني تناقض الطباع بين الزوجين، فكل شخص يأتي من عالمه الخاص بعادات وتقاليد وأفكار مختلفة، ويهرب الانسجام بين الزوجين بعد الزواج بسبب عدم تفهم الحياة الزوجية من قبل الطرفين، فتبدأ الخلافات الزوجية في الظهور، ولكي نحافظ على الانسجام يجب الحفاظ على الحوار، فهو مفتاح التفاهم والانسجام والتعبير عن الأفكار والطموحات مع شريك الحياة، وهو خطوة بنّاءة في استقرار الحياة الزوجية، ولكي تتم المحافظة عليها يجب عدم إلقاء أحدهما بالمسؤولية الكاملة على الطرف الآخر، فكل طرف مسؤول بذات القدر عن تأمين الحياة الزوجية والحفاظ عليها.

فقدان لغة الحوار

اللغة المشتركة بين الزوجين هي التي تعمل على حل أي خلاف، فيجب أن يكون النقاش بين الزوجين في إطار هادف وبأسلوب هادئ وليس حاداً، فالحوار يختصر الكثير من المسافات بين الزوجين، فهو وسيلة لإيجاد الحلول، ويسيطر على أغلب الخلافات المحتملة بينهما، ويصحّح الأفكار الخاطئة، ولابد للزوجة أن تتعلّم الأسلوب التشويقي والجذّاب لنقل الزوج من دائرة التفكير المغلقة إلى الحوار معها، والعكس صحيح.

 

انعدام الثقة بين الزوجين

عدم وجود الثقة المتبادلة بين الزوجين، من أسباب المشاكل والخلافات الزوجية المستمرة، فمتى تزعزعت الثقة بين الزوجين فُقد الاحترام، وحلَّ مكانهما الشك، والتخوين، والتشكيك، وفقدان الثقة وتتحول الحياة إلى جحيم، فتؤدي إلى الخلافات ثم الانفصال في حال عدم ايجاد الحلول، فتنعدم الثقة نتيجة فقدان الشعور بالأمان، وتغيب الراحة في العلاقة.

 

الاعتماد على التكنولوجيا

لا يمكن أن نستهين بالتغيرات الكبيرة التي أحدثتها التكنولوجيا في نمط الحياة بين أي زوجين، فالتطور التكنولوجي السريع في استخدام الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، أدى لتغير طريقة تفاعل الأزواج وتعاملهما معاً، فنجد الزوج يجلس مع زوجته ممسكاً هاتفه المحمول، وتجلس هي كذلك، في الحقيقة علاقة كهذه لا بد أن تكثر بها الخلافات وتكون المشاكل جزءاً لا يتجزأ من حياتهما، بسبب ضعف التواصل.

 

عدم الواقعية

الزواج ليس مجرد أحلام وردية وأيام رومانسية، فقد تكون هناك بعض التوقعات وأفكار مسبقة عن الحياة الزوجية تتسم بالمبالغة والخيال، وحين تحدث المواجهة مع المسؤوليات والأعباء تحدث الصدمة، فالعيش في الأحلام الوردية عن زواج مثالي وعندما لا يحقق الشريك هذه التوقعات تحدث حالة من السخط، لعدم تقبل الشريك كما هو وإنما المطلوب هو شريك بمواصفات خاصة، وهذا قد يجر الحياة الزوجية إلى دائرة الخلاف بسبب الصدمات وخيبات الأمل، لذا يجب أن نضع في الحسبان أن هناك فرقاً بين الواقع والخيال، ولابد من التكيف مع الظروف والأوضاع الجديدة سواء الاجتماعية منها أو المادية، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها من خلال الوعود المزيفة من أحد الطرفين قبل الزواج أو بعده.

 

الخلافات المادية

أحد أهم أسباب المشاكل والخلافات الزوجية المستمرة هي الخلافات المادية، بسبب ارتفاع حجم التكاليف المادية وعدم قدرة أحد الزوجين على الانسجام والتكيف مع ظروف الضغوطات المالية وعدم القدرة على الصرف بارتياح، إلى جانب ضعف التخطيط المالي عند الزوجين وعدم قدرتهما على إدارة شؤونهما المالية بالطريقة الصحيحة، وقد تكون هناك طرق غير مبررة في الصرف المادي نتيجة التأثر بالحياة الزائفة التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، والحل هنا هو التشارك في تنظيم الميزانية على قدر الاحتياجات الضرورية ثم الأقل أهمية ثم الكماليات، بحيث تتناسب هذه الميزانية مع دخل الزوجين، مع تجنب المقارنات بمعدل الإنفاق بأي أسرة أخرى.