بعد أشهر طويلة من التحضيرات، تدور أخيراً عدسة المخرج عبد الباري أبو الخير لتصوير أحداث المسلسل التاريخي الضخم “هارون الرشيد” بخطوط درامية، من إنتاج شركة “غولدن لاين”، وكتابة وسيناريو وحوار عثمان جحا،
وبطولة ترسانة ضخمة من أبرز الممثلين العرب، على رأسهم قصيّ خولي بشخصية “هارون الرشيد” والذي يعود إلى الشاشة الصغيرة بعد غيابه الموسم الماضي لعدم وجود ما يقنعه فنياً، وعبد المحسن النمر (جعفر البرمكي) وعابد فهد (موسى الهادي) وياسر المصري (يحيى البرمكي) وحبيب غلّوم (اسماعيل) وكاريس بشّار (زبيدة) وآسيل عمران (سيرين) وكندة حنّا (العبّاسة) وسمر سامي (الخيزران).
ويوضح ملخص العمل أن المسلسل المتوقع عرضه في شهر رمضان المقبل، يعتمد في الشكل الفني على المزج بين التوثيق وهامش من الخيال له علاقة بعرض العصر العباسي من خلال شخصية الرشيد ومن حوله، بالدخول إلى كواليس الحكم والمؤامرات. وتسير الأحداث كما الشخوص، بنماذج تاريخية حقيقية وأخرى مفترضة برؤية فنية، كصراع ابني الرشيد الأمين (طيف ابراهيم) والمأمون (جورج قبيلي) على العرش، مع وجود صاحب حق ثالث من صلب الرشيد. ويستمر التصاعد بإسقاطات على الوقت المعاصر، في أروقة ذلك الزمن حاملاً في طياته إلى جانب الحبكات الدرامية، صوراً ثقافية بخاصة من الشعر العربي، عبر مجالس الرشيد الفكرية والثقافية والاجتماعية، وعبر شخصيات الشعراء أمثال أبي النوّاس وأبي العتاهية والأصمعي، والعلماء كالفراهيدي وجبرائيل ابن يختيشوع. ولا يخلو العمل التلفزيوني في محاور مهمة منه من قصص واسعةً ومعقدة من الحب ومعاناته في الكواليس المخفية، في صراعات لا تقل عن الحرب الضروس على السلطة.
ويستبعد كاتب العمل جحا أن يثير جدلاً على النحو الذي غالباً ما تؤدي إليه الأعمال التاريخية، مشدداً على أن “الطرح هذه المرة مختلف جداً، هو دراما اجتماعية تاريخية، يعتمد على رؤية معاصرة لهارون الرشيد وقراءة جديدة في التاريخ، بالتركيز على الدوافع النفسية العميقة للشخصية، من وجهة نظر معاصرة مع استنباط ما يمكن اكتشافه مجدداً فيها”. ويضيف: “مثلاً، حاولت تطبيق نظريات علم النفس الحديث على شخصية تاريخية إشكالية مثل هارون الرشيد، كأسلوب تعامله مع المحيط القريب منه أمثال زبيدة والعباسة وجعفر البرمكي، ونفي تهم الازدواجية عن شخصيته”.
ويركّز العمل في البطولة على الأدوار النسائية من جوانب عدة، مقدماً صورة للمرأة العربية الفاعلة غير المستكينة كـ “زبيدة” و “العباسة” و “الخيزران”، من دون إغفال عالم الجاريات والجمال المليء بالدسائس والكيد وغيرها من المعادلات التي يخفيها الخمار. وتتوسع الخطوط في هذا الجانب إلى عالم الغناء الذي يزدهر في العصر العباسي، مع شخصيات كإسحق الموصلي (وائل أبو غزالة)، مع الاستناد في هذه المحاور على مطربين كآسيل عمران وحنان الجزائرية، وفنانين أطلقتهم برامج المواهب كالجزائرية ريم غزالي (ستار أكاديمي) وأيضاً الممثلة وملكة جمال الإمارات فطيم الشامسي ولاعب الخفة السعودي أحمد البايض (آرابز غوت تالنت”) في أول تجربة درامية له.
وتجري عمليات التصوير في إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، ابتداء في “قصر السراب”، قبل الانتقال إلى مواقع أخرى تفيد حيّز الفضاء التاريخي. وتعتمد الشركة المنتجة على مصممة الأزياء السورية رجاء مخلوف، كما تستند على خبير المكياج الإيراني ياور مع فريقه الخاص، لما لهذين العنصرين من أهمية متزايدة في الدراما التاريخية. ويجمع العمل في بطولته مجموعة كبيرة من الممثلين من سورية والسعودية والإمارات والأردن ولبنان وفلسطين والجزائر والمغرب نذكر منهم قصيّ خولي، عبد المحسن النمر، عابد فهد، ياسر المصري، حبيب غلّوم، كاريس بشّار، آسيل عمران، كندة حنّا، سمر سامي، نادرة عمران، ديمة بياعة، نضال نجم، ديمة الجندي، ريم غزالي، عبد الله الجنيبي، قاسم ملحو، فطيم الشامسي، حنان الجزائرية، مبارك المزروعي، سحر فوزي، زيناتي قدسية، أحمد البايض، نور صعب، خالد نجم، طلال مارديني، أدهم مرشد، جمال العلي، جابر جوخدار، وائل أبو غزالة، علا بدر، إسماعيل مدّاح، غسان عزب، هشام كفارنة، رهف الرحبي، طيف ابراهيم، منذر أبو راس، عبد الرحمن قويدر وآخرين.
ق/ث