تسوس الأسنان.. الأسباب والعلاج

تسوس الأسنان.. الأسباب والعلاج

يعتبر النخر السني أو «تسوس الأسنان» من أكثر أمراض الأسنان تسوسا، حيث بلغت نسبة انتشاره حسب إحصائيات سنة 2012 ما يقارب 90%، وكذلك أمراض اللثة. و«تسوس الأسنان» ما هو إلا عملية تخريب متفاقمة في بنية السن غير قابلة للشفاء، ويتطور التسوس إذا ما ترك من دون معالجة إلى مراحل مؤلمة وهدامة لبنية السن، ويجعل فرصة بقاء هذه السن أضعف وأقصر من الطبيعي.

أسباب التسوس

إن معرفة سبب النخر تمكن المريض من تجنب هذا السبب وتلافي حدوث أي مضاعفات مستقبلية، وهناك أسباب متعددة، منها ما يتعلق بوضع الفم ووضع الجسم بشكل عام أو ما يتعلق بالطبيعة الإنسانية أيضا، وهي:

– سبب جرثومي: وهو يتعلق نوعا ما بالنظافة، فكلما ازداد الاعتناء بصحة الفم والانتظام بمواعيد التفريش وأدائه بطريقة صحيحة، قلّ عدد الجراثيم في الفم وتحسن الوضع الصحي له وقلّت نسبة حدوث النخر.

– وضع الأسنان: هنا يجب الانتباه إلى وضع السن، فالأسنان المتراكبة المزدحمة تكون صعبة التنظيف وبالتالي تسبب بقاء الطعام مما يؤدي إلى نخر في هذه المخابئ. وكذلك الأسنان البعيدة الوضع في الفم كأضراس العقل التي يصعب التحكم الجيد في تنظيفها.

– قلة اللعاب: إن جفاف الفم هو من أهم الأسباب المؤدية إلى نخور الأسنان، لأن اللعاب فيه معادن تزيد من صلابة المينا ويقوم بمعادلة معدل حموضة الفم والخمائر القاتلة للجراثيم. وللعاب فعل منظف وآخر مناعي، لذلك ننصح الأشخاص الذين يشكون من جفاف الفم لأسباب مختلفة مثل إزالة الغدة اللعابية جراحيا أو أن يكون الشخص مصابا بداء السكري أو أن يكون مدخنا. وبالنسبة للنساء تزداد نسبة النخور في مرحلة سن اليأس أو عند من تعرضن لإشعاعات أو في حالة وجود حصاة تسد القنوات المفرزة للعاب.

أسباب التسوس الأخرى

– العرق: فأصحاب البشرة البيضاء أكثر إصابة من السود والعرب.

– الجنس: فالنساء أكثر إصابة من الرجال.

– الوراثة: ينتشر النخر في بعض العائلات أكثر من الأخرى.

– التغذية: البروتينات تساعد على مقاومة النخر وكذلك الدهون والفيتامينات، بعكس السكريات والمشروبات الغازية التي تزيد في النخر على عكس الكالسيوم والفلورايد اللذين يزيدان من صلابة السن.

وهناك أماكن يجب الانتباه إليها أثناء التنظيف لأنها تتعرض للنخر أكثر من غيرها كالسطح الطاحن الذي يتم عليه المضغ لأن فيه شقوقا تستقر فيها البكتيريا، وكذلك باقي الأسنان وخصوصا المتباعدة، وكذلك عند حواف اللثة، وأماكن ما بين الأسنان حيث يصعب وصول شعيرات الفرشاة إليها.

متى تبدأ الجراثيم فعلها؟

بعد مرور 20 دقيقة من تناول الطعام، تبدأ عملية تحول السكر إلى حامض فتبدأ عملية انحلال المعدن، كما أن الجراثيم تتغذى على الطعام المتبقي بين الأسنان، لذلك يجب تفريش الأسنان بعد الطعام مباشرة.

علاج التسوس

يجري فحص المريض سريريا وشعاعيا ومن ثم توضع الخطة العلاجية، ويتم توضيحها للمريض وشرحها له جيدا للتأكد من موافقته على تطبيقها. ويمكن تقديم خطط بديلة إن لم تتناسب مع المريض، إن المتابعة بعد العلاج ضرورية للمحافظة على صحة وسلامة الأسنان.

وعادة، يتم عمل كل ذلك عند الطبيب المختص، أما إذا كان المريض في حالة متقدمة وبحاجة إلى علاج تخصصي، فيتم تحويله مباشرة إلى المراكز التخصصية في المستشفيات الكبيرة، ويتم تصنيف المرضى في عيادة الفحص الأولي ومن ثم يتم توجيه الحالات المرضية المتقدمة جدا والتي تكون بحاجة إلى سرعة العلاج إلى العيادات التخصصية لتقديم العلاج المناسب.

وبذلك يتوقف الألم عند المريض وتتم السيطرة على المرض. وعادة يتم بعد هذه المرحلة إعادة تقييم للثة والأسنان وتحفيز المريض على طرق العناية والتفريش الصحيح. وفي المرحلة الثانية يتم عمل الحشوات وعلاج العصب، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة تعويض الأسنان المفقودة حيث يكون للمريض عدة خيارات حسب الحاجة العلاجية، فبعض المرضى يتم عمل تلبيسات ثابتة لهم إذا لم يتم الخلع. والبعض الآخر يكون بحاجة لتعويض الأسنان المفقودة إما بالتعويضات السنية الثابتة أو المتحركة وإما بالتخطيط لعمل زراعة أسنان حسب قدرة المريض الصحية والمادية أو يتم عمل التركيبات المتحركة كحل بديل.

وأخيرا وفي المرحلة الرابعة تبدأ مرحلة المتابعة والصيانة، وهي مهمة جدا ولكن للأسف يتم إهمالها من قبل معظم المرضى، ويتم ذلك بالفحص الدوري في المراكز الصحية الأولية، وإذا لزم الأمر إعادة ترميم، يتم تحويل المريض مرة أخرى إلى المستشفى للحد من المضاعفات.

ق. م