تسعيرات خيالية تُفرض على المسافرين وسط غياب الرقابة.. تذبذب النقل يفتح المجال أمام الانتهازيين بالعاصمة

تسعيرات خيالية تُفرض على المسافرين وسط غياب الرقابة.. تذبذب النقل يفتح المجال أمام الانتهازيين بالعاصمة

استجاب الكثير من المواطنين بالعاصمة لاستدعاءات الالتحاق مجددا بمقرات عملهم، في أعقاب إصدار قرار رئاسي يقضي بعودة العمال الذين استفادوا من عطل استثنائية إلى نشاطهم، مستسلمين لما هو متوفر حاليا في الساحة من ظروف لاستئناف العمل والتي لا تستجيب لاحتياجاتهم على رأسها خدمة النقل التي ما تزال لم تستقر بعد، ما جعلهم يلجأون إلى سيارات “الكلونديستان” التي تفنن أصحابها في تعذيبهم طمعا في تعويض الخسائر التي سجلوها طوال فترة الحجر الصحي على حساب الزبون المغلوب على أمره، سيما منهم المشتغلون لحسابهم الخاص والذين تكبدوا خسائر معتبرة لأجل المصلحة العامة، داعين السلطات المعنية إلى التعجيل بحلول تعفيهم من هذه المصاريف التي بلغت حدا خياليا، بحيث لامست الـ 2000 دج في بعض المناطق داخل بلديات العاصمة.

لم يجد عدد من أصحاب سيارات الكلونديستان حرجا في فرض منطقهم أمام التذبذب الذي تعرفه خدمة النقل التي لا تزال في مرحلة تنظيم فروعها، سيما مع الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية المسافرين من وباء كورونا تطبيقا للتوصيات الجديدة التي فرضتها الوصاية كشرط لاستئناف النشاط، وهو الأمر الذي وجده أصحاب المهنة صعبا ويؤثر في نسبة المردودية لديهم وبالكاد يتماشى مع إمكانياتهم المتوفرة، ما جعلهم غير متحمسين لاستئناف العمل ومنهم من أحجم تماما، معتبرين الأمر مكلفا ويستنفذ طاقتهم وجهدهم دون نتيجة ملموسة تعكس ذلك، ما فتح الباب واسعا أمام النشطين بطريقة غير قانونية والذين لا يبالون إلا بما يجنونه من نقل الزبائن الذين يكونون في أمس الحاجة إلى التوجه لمقرات عملهم بعيدا عن أية تدابير مهما كانت صغيرة وضرورية، فلا صوت يعلو على صوت التسعيرات الخيالية التي يفرضونها على زبائنهم ولامست الـ 2000 دج لمجرد التنقل من البلديات الشرقية للعاصمة نحو الوسط.

في المقابل، فإن أغلب الإدارات لا تبدِ أية تسهيلات تخفف على هؤلاء معاناتهم قبيل إعادة المياه إلى مجاريها، ما يجعل العمال والموظفين أكثر من يدفع ضريبة التذبذب الحاصل في خدمة النقل .

وفي هذا السياق، ناشد الكثير من المواطنين السلطات من أجل الوقوف على هذا الخلل الذي يدفعون ثمنه غاليا في ظل غياب الرقابة التي تضع حدا للانتهازيين والتعجيل بتسوية الفوضى المسجلة في خدمة النقل، سيما وأنها خدمة ضرورية.

إسراء. أ