تعكس حوادث الاعتداءات ورشق القطارات بالحجارة التي تخلف عشرات الضحايا مدى خطورة الظاهرة واستفحالها خلال العشرية الأخيرة، والتي أحصت بشأنها دائرة أمن السكك الحديدية أكثر من 233 عمل شغب في سنة 2020، وهي حصيلة تحتاج إلى إجراء دراسة اجتماعية نفسية، لحصر الأسباب والدوافع التي تبقى مجهولة لحد الآن لمقترفي هذه الجريمة.
أكد مساعد المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عبد الوهاب أكتوش أن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية وضعت فرقا بكلاب مدربة تقوم بمراقبة السكة الحديدية وتنسق جهودها مع مصالح الأمن من أجل التقليل من أعمال الشغب، غير أن ذلك يبقى غير كاف أمام تصاعد ظاهرة الرمي بالحجارة”.
مضيفا أنه تم تنظيم عدة حملات تحسيسية وأبواب مفتوحة لفائدة المواطنين لمواجهة ظاهرة الرمي بالحجارة، إضافة إلى أن الشركة شرعت أيضا في إيداع عدد من الشكاوى في حالة إصابة عمال الشركة (سائقين ومراقبين وأعوان صيانة…) بإصابات وكذا المسافرين.
وإذ اعترف بأنه من الصعب التحكم في هذه الظاهرة على طول 4200 كلم من السكك الحديدية، فقد دعا إلى إرجاع “شرطة السكك الحديدية” قصد التصدي لأعمال الشغب، قائلا إن “كل هذه الأعمال التحسيسية تبقى غير كافية لوضع حد لأعمال الشغب، وقد أضحى من الضروري إعادة وضع شرطة السكك الحديدية”؟.
تسجيل أكثر من 233 عمل شغب في سنة 2020
حسب نفس المسؤول، تؤدي ظاهرة الرمي بالحجارة ليس فقط إلى خسائر معتبرة في العتاد وإلحاق أضرار بقطارات تم اقتنائها بتكاليف باهظة بالعملة الصعبة، بل أنها تصيب في بعض الأحيان المسافرين وعمال الشركة بجروح على حد قوله.
وعلى غرار آخر قطار اقتنته الجزائر والمتمثل في القطاع السريع كوراديا الذي تعرض زجاج نوافذه للتكسير جراء هذه الظاهرة، فإن الكثير من القطارات تتعرض لنفس المصير، حسب أكتوش.
في نفس السياق، أشار ذات المسؤول إلى أن ظاهرة رمي الحجارة ليست المشكل الوحيد الذي يعرقل حركة سير القطارات، بل هناك أعمال شغب أخرى على الكوابل الكهربائية وعلى أجهزة السكك والارسال والإشارات.
وقد سجلت محطات السكك الحديدية في سنة 2020 أكثر من 233 عمل شغب حسب نفس المسؤول الذي أكد أن هذه الأعمال أثرت كثيرا على حركة النقل بالسكك الحديدية وتسببت في اضطرابات في التوقيت.
ظاهرة غريبة
كشف “ف. عبد الكريم” إطار متقاعد بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لـ
“الموعد اليومي” أن الأمر لا يقتصر على ضرورة معرفة توقيت مرور القطار، بل إنه بمجرد سماع الأطفال والمراهقين لصفارات القطارات حتى وإن كانوا بعيدين عن السكة، يهبون مسرعين يلتقطون في لمح البصر الحجارة ويشرعون في رشق القطارات مهما كان نوعها، فلم تسلم أي منها مهما كان اتجاهها من الحجارة التي وإن بدت صغيرة الحجم لدى المعتدين الصغار، إلا أن وقعها على العربات ومختلف تجهيزات القطارات يكون أشد وقعا وخطرا على الإنسان كان مسافرا، أو عاملا لدى الشركة، مراقبا، سائقا ميكانيكيا، أو عون أمن، فإن النتيجة تكون وخيمة، مضيفا بقوله وكأن نفسية الأطفال والمراهقين المعتدين الذين وبمجرد لمحهم للقطار قادما من بعيد أو لما تلتقط آذانهم صفارات القطارات، فإذا بهم يحملون الحجارة وكأننا هنا أمام تجربة _المنعكس الشرطي_ لعالم النفس بافلوف، لكن تبقى ظاهرة الرشق بالحجارة غريبة جدا حتى وإن لم تقتصر على بلدنا فقط، بل نجدها حتى في دول أخرى، وعلى المختصين إيجاد تفسيرات للظاهرة التي تستدعي ودون انتظار إجراء دراسة اجتماعية نفسية، قصد معرفة الدوافع والأسباب إن وجدت، لكن المؤكد أن اللامبالاة والإقدام دون تفكير على اقتراف مثل هذه الأفعال لدى هؤلاء المراهقين يكون دون حسبان للعواقب.
رفيق.أ/ القسم المحلي