تستلزم فحوصات مخبرية لكشفها… ما هي المعدلات الطبيعية للتستوستيرون في الجسم

تستلزم فحوصات مخبرية لكشفها… ما هي المعدلات الطبيعية للتستوستيرون في الجسم

يتطلب تشخيص وتأكيد وجود انخفاض في معدلات هرمون التستوستيرون في الجسم إجراء فحوصات مختبرية شاملة والقيام بتفسير دقيق لنتائج هذه الفحوصات.

ارتفعت أعداد الرجال الذين يعانون من نقص هرمون التستوستيرون بصورة كبيرة في الأعوام القليلة الماضية، ربما يفكر طبيبك الخاص في حقنك بمادة التستوستيرون أو استخدام أحد أنواع المراهم إذا كنت تعاني من الأعراض التقليدية التي تدل على نقص هرمون التستوستيرون في حال أكدت الفحوصات المعملية انخفاض مستويات الهرمون في جسمك بشكل غير طبيعي، ولكن إجراء مثل هذه الاختبارات يعد أمرا صعبا.

 

الخطوات الأولى لاكتشاف المرض

يقول الدكتور ويليام كورموس، رئيس تحرير “رسالة هارفارد – مراقبة صحة الرجل” الشهرية وطبيب الرعاية الأولية في “مستشفى ماساتشوستس العام”: “الخطوة الأولى تتمثل في معرفة ما إذا كنت تعاني من نقص مستويات التستوستيرون أم لا، وهي المسألة التي تعتبر معقدة لأننا لا نمتلك طريقة موثوقا بها لقياس ذلك المؤشر”.

ويمكن أن تتسبب نتائج الفحوصات غير الدقيقة أو التي يساء تفسيرها إما في تشخص الحالة بصورة خاطئة أو حتى عدم تشخيص حالة نقص هرمون التستوستيرون في الجسم، حيث إن العلاج لا يخلو من المخاطر، فمن المهم قياس مستويات التستوستيرون بعناية قبل التفكير في تناول المكملات الغذائية.

تتمثل الخطوة الأولى في تشخيص نقص هرمون التستوستيرون، في تحديد ما إذا كان الرجل مصابا بالأعراض التقليدية أم لا، أصدرت “جمعية الغدد الصماء” بعض الإرشادات في عام 2010، حيث أشارت إلى قائمة من الأعراض التي تثير إمكانية الإصابة بنقص هرمون التستوستيرون، والتي تتمثل في انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب وانخفاض عدد الحيوانات المنوية وتساقط شعر الجسم وومضات الحرارة (الهبات الساخنة). وبالإضافة إلى ذلك، تتمثل العلامات الأخرى التي قد تدفع الطبيب للاشتباه في الإصابة بنقص مستويات التستوستيرون، في ضعف التركيز والذاكرة أو الشعور بالحزن أو الأرق أو انخفاض مستويات الطاقة أو الدافع أو المبادرة أو الثقة بالنفس أو انخفاض كتلة العضلات وزيادة الدهون وانخفاض الأداء البدني أو القدرة على العمل.

 

الأعراض الأكثر أهمية في هذا المرض

تتفاوت الأعراض التي يشعر بها الأشخاص، حيث يقول الدكتور إبراهام مورغينتالير، وهو أستاذ مشارك في قسم جراحة المسالك البولية في مركز “بيت إسرائيل ديكونيس” الطبي التابع لجامعة هارفارد ومؤلف كتاب “التستوستيرون من أجل الحياة”: “قلة قليلة من الناس هم من يشعرون بكل هذه الأعراض مجتمعة، لذا فكلما زادت الأعراض التي يشعر بها الشخص، زاد احتمال الإصابة بنقص مستويات التستوستيرون”.

ولكن، ماذا عن الأشخاص الذين لا يشعرون بتعكر المزاج أو الإجهاد أو أولئك الذين لديهم رغبة جنسية أقل من المستوى المرضي؟ إذا كان تشخيص نقص التستوستيرون يعتمد فقط على قائمة بهذه الأعراض العامة، يمكن وصف كل الرجال تقريبا بأنهم يعانون من نقص التستوستيرون.

يقول الدكتور كارل باليز، وهو اختصاصي في الغدد الصماء وأستاذ مساعد في “مستشفى ماساتشوستس العام”: “المشكلة الحقيقية هي أن أعراض نقص التستوستيرون شائعة بصورة كبيرة، حيث من الممكن أن يشعر بها بعض الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية لهرمون التستوستيرون”.

يجب قياس مستويات التستوستيرون الإجمالية في حال شعور الشخص بالأعراض الكلاسيكية لنقص التستوستيرون. وتتمثل الخطوة التالية التي يتم إجراؤها في قياس لمستويات التستوستيرون في الدم، ولكن مسألة تحديد ما إذا كان الشخص مصابا حقا بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في الدم ليست سهلة على الإطلاق، حيث يقول مورغينتالير: “لا يعتبر اختبار مستويات التستوستيرون الإجمالية في الدم موثوقا به بصورة كبيرة”.

على الرغم من أن مستويات التستوستيرون التي يتم قياسها تختلف من اختبار لآخر ومن مختبر لآخر، فإن الدكتور باليز يقول: “إذا قام الأشخاص الذين تشير الاختبارات إلى إصابتهم بنقص مستوى التستوستيرون في الدم بإعادة إجراء الاختبار مرة ثانية، فسوف يتبين أن 30 في المائة منهم يدخلون في المعدلات الطبيعية”.

 

نصائح للحصول على تشخيص واضح

يتوجب على الرجل العمل مع طبيب يدرك جيدا طبيعة التعقيدات الخاصة باختبار التستوستيرون ويستطيع تفسير النتائج في ضوء الأعراض التي تعاني منها، حسب ما أكد الدكتور سيجديم تانريكوت، مدير قسم الأمراض التناسلية الذكورية في “مستشفى ماساتشوستس العام”. ويضيف تانريكوت: “لا يوجد هناك اختبار أو إجراء واحد مؤكد تماما، لذا ينبغي للطبيب النظر جيدا إلى الحالة بشكل عام”.

ربما يتضمن التقييم الدقيق قياس مستويات التستوستيرون في الدم في أكثر من يوم، فضلا عن إجراء اختبارات لمستويات الهرمونات المرتبطة بالتستوستيرون. يؤكد الدكتور تانريكوت أن المريض ينبغي عليه عدم التردد في استشارة طبيب آخر، مضيفا: “أحث الرجال على ألا يشعروا بالخجل من السعي لمعرفة رأي اختصاصي آخر يتعامل مع مواضيع التستوستيرون بصورة منتظمة”.

وحتى عندما لا تظهر الفحوصات المختبرية وجود نقص واضح في مستويات التستوستيرون في الدم، يظل القرار النهائي في تناول الشخص لعقاقير معينة مجرد قرار شخصي. يقول تانريكوت: “إذا كان الشخص يعاني من بعض الأعراض التي تدل على نقص التستوستيرون عن المعدلات الطبيعية، لا يزال يتوجب على الطبيب إخباره بالمخاطر والفوائد التي ستنجم عن تجربة تناول بدائل هرمون التستوستيرون لمعرفة ما إذا كان هذا سيساعد على تخفيف جزء من هذه الأعراض”.

قد يشعر بعض الرجال ببعض الآثار الجانبية جراء تناول مكملات التستوستيرون، بما في ذلك حدوث التهابات أو أورام أو الإحساس بالألم عند الضغط على الثدي أو تورم في الكاحلين. ينبغي على الأطباء أيضا الانتباه لارتفاع عدد كريات الدم الحمراء، وهو ما قد يعني زيادة خطر التعرض لجلطات.

لا يزال بعض الأطباء يشعرون بالقلق من وصف مكملات التستوستيرون للرجال المصابين بسرطان البروستات النشط أو الرجال الذين أصيبوا به في الماضي أو حتى للمعرضين للإصابة به في المستقبل. يكمن السبب في ذلك في أن منع هرمون التستوستيرون لدى الرجال المصابين بسرطان البروستات في المراحل المتقدمة سوف يؤدي إلى إبطاء نمو الورم، بينما يتمحور القلق في ما إذا كانت زيادة مستويات التستوستيرون يمكن أن تؤدي إلى تنشيط الأورام السرطانية في المراحل المبكرة أو حتى تسريع نمو الأورام في الرجال المصابين بالفعل بسرطان البروستات.

يعتبر هذا الموضوع من المواضيع التي تدور حولها نقاشات ساخنة، حيث يصر الدكتور مورغينتالير وغيره من الخبراء على عدم وجود دليل على هذا الخطر، بينما يقول الدكتور باليز إننا لا نمتلك حتى الآن أدلة قوية نابعة من تجارب سريرية كبيرة لحسم هذه المسألة. وحتى الآن، هناك بعض الأطباء الآخرين الذين يتصرفون كما لو كان التستوستيرون وسرطان البروستات لا يجتمعان معا. يقول باليز: “ما الخطر؟ نحن لا نعرف بالضبط”.

ومن خلال الخضوع لفحوصات دقيقة، يمكنك معرفة ما إذا كان يتوجب عليك التفكير في تناول بعض العقاقير الخاصة بانخفاض مستويات التستوستيرون في الدم أم لا. ولكن إذا قمت بتجربة تناول مثل هذه العقاقير، فينبغي لك تذكر أنها مجرد تجربة. يقول الدكتور تانريكوت: “إذا لم تتحسن حالة المريض خلال 3 – 6 أشهر، فلا نستطيع وقف العلاج”.

ق. م