تحرص بلدية القصبة منذ خوضها غمار الانفتاح على الآفاق السياحية وإعادة الاعتبار للموروث الانساني الذي تكتنزه دويراتها على إحداث القطيعة تماما مع تلك الصور التي التصقت بها خلال العشرية السوداء، بأن استعان سكانها بأبواب حديدية دفاعا منهم على أرواحهم من عصابات الموت، وقررت العودة إلى الطابع المجتمعي لقاطني القصبة المبني على التآخي والثقة والمحبة من خلال استبدال هذه الأبواب الموحية إلى إحدى أسوأ الفترات التي قاستها الجزائر بأبواب خشبية تستقطب السياح وتكرس ثقافة الأمن والأمان والطابع الأخوي بين سكانها، إضافة إلى بعث الحياة في 10 نافورات وتأهيل المسالك.
توسعت مجالات التهيئة والترميم التي تحظى بها قصبة الجزائر المصنفة دوليا على أنها موروث إنساني ينبغي الاعتناء به وامتدت مساعي حمايتها إلى تأهيل أركانها، بحيث تزيد فرص استقطابها للسياح العاشقين لاكتشاف عبق التاريخ عبر النمط البنياني الذي يحكي تفاصيل قد يعجز التاريخ نفسه عن نقلها، وقررت البلدية بالتنسيق مع مصالح ولاية الجزائر، على اعادة الاعتبار للمسلك السياحي الممتد من مدخل باب الجديد نزولا إلى مسجد كتشاوة وتحسين حالته بعدما نالت منه السنون المتعاقبة وأثرت على جماليته وحتى وضعية طريقه المهترئة، وبذلك عمدت إلى بعث الحياة فيه مجددا من خلال إعطائه وجها لائقا بدءا بتجديد الأرضية، ووضع قطع حجرية مربعة الشكل، كما كانت عليه سابقا، إذ أن الإجراء يسمح أيضا بتحسين حالة السلالم، إضافة إلى تجديد أبواب المنازل والمحلات بأخرى من الخشب.
كما قررت ذات المصالح بعث الحياة في عشر نافورات طالها الاهتراء وفقدت بريقها وجمالياتها كنافورة عين سيدي رمضان وعين بير وشبانة وغيرها، شأنها في ذلك شأن عديد المعالم على غرار مسجد وقصر الداي ومخزن الذخيرة وقصر حسان باشا التي استفادت من عملية الترميم، ضف إليها إعادة تهيئة قنوات مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار بشكل يقلل من الأضرار التي لحقت بالبنايات العتيقة، كما حرصت على تكليف مؤسسة بالنقل السريع للمياه الملوثة أو مياه الأمطار إلى خارج حدود المنطقة المأهولة.
إسراء. أ