تزوجوا الودود الولود

تزوجوا الودود الولود

من المؤكد أن الزواج مطلبٌ فطريٌّ وشرعيّ، ونعمة من نعم الله العظيمة على الفرد والمجتمع، فيه تتكامل منظومة الحقوق والواجبات، وبه يحصل السكن النفسي والأمان الأسري ؛ غير أن ذلك لا يتحقق إلا في ظلال المودة والرحمة بين الزوجين، وسيتركز حديثنا في هذه السطور عن بعص النصائح للزوجة، انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم” رواه النسائي. والودُود ، أي التي تحب زوجها محبة شديدة، وهي صيغة مبالغة من وَدَّ، وتستعمل للمذكَّر والمؤنَّث. أما الوَلُودَ فهي كثيرة الولادة .وهناك جملة من الوسائل ينبغي للزوجة أن تحتذيها فكرًا وسلوكًا لكي تكون ودودا، أهمها:

أولا: إدراك أهمية طاعة الزوج والأجر المترتِّب عليها : دل القرآن والسنة على أنَّ للزوج حقًا مؤكدًا على زوجته، وأن طاعته في المعروف، قربة من أعظم القربات، من ذلك:
قوله تعالى ” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ” النساء: 34. وقد سُئِل صلى الله عليه وسلم: أيُّ النساءِ خَيْر؟ قال: التي تَسُرُّه إِذا نَظَرَ، وتطيعُه إِذا أَمَرَ، ولا تخالِفُهُ في نفسها، ولا مالها بما يَكرهُ” رواه احمد.
ثانيًا: بشاشة الوجه والتلطف في الخطاب: البَشَاشَة هي: تكلُّفُ البِشْر وطلاقة الوجه والسُّرور بمن تلقاه، وهي ضدُّ العبوس والتجهم والاستياء وعدم الرِّضا. وطلاقة الوجه خلق من أخلاق النُّبوة، وهي منافية للتكبُّر، وجالبة للمودَّة، ومن ثم اعتبرها الإسلام ضمن أعمال الخير التي يُؤجر عليها المرء،  ففي الحديث:  “لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق” رواه مسلم. أي بوجه متهلِّلٌ بالبِشْر والابتسام؛ لأنَّ الظَّاهر عنوان الباطن، فلُقْيَاه بذلك يشعر لمحبَّتك له، وفرحك بلُقْيَاه، وبذلك يحصل التَّأليف والتوادُّ والتحابُّ.

ثالثًا: القيام على خدمة الزوج وتدبير المنزل وتربية الأولاد من الواجبات المنوطة بالمرأة خدمة زوجها والقيام بحَقِّ الأولاد تربيةً ورعايةً لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:  “وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ” رواه البخاري. وقد امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء قريش بقوله: “خير نساء العرب نساء قريش، أَحْنَاهُ على طِفْلٍ، وأَرْعاهُ على زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ ” رواه البخاري.

رابعًا: العفو عن هفوات الزوج والصبر على جفائه: ينبغي أن تحرص الزوجة على أن يكون فيها فضل احتمال، فلا تؤاخذ على الجفوة، ولا تعاقب على الهفوة، بل تحاول أن تغُضَّ الطرف خاصة في توافه الأمور وصغيرها، وفي الأمور الدنيوية الدنيئة؛ لأنها لا تتعامل مع مَلَك بل تتعامل مع بشر لا يخلو من نقص أو تقصير.

خامسًا: مراعاة مشاعر الزوج : لمراعاة مشاعر الزوج صور كثيرة منها:
– أَنْ تعترفَ الزوجة بإحسان زوجها، وتشكرَه على فَضْلِه وتقنع بعيشه وتحسن تدبير ماله، وقد حذر صلى الله عليه وسلم الزوجة أَنْ تجحد نعمة الزوج وإحسانِه إليها، وذلك في قوله: “لا ينظرُ اللهُ تبارك وتعالى إلى امرأةٍ لا تشكُرُ لزوجِها؛ وهيَ لا تَستَغني عنهُ” أخرجه النسائي.

-أن تكون الزوجة موافقة لزوجها متوائمة معه، تتفاعل مع أحواله، وفي ذلك يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:  “خَيْرُ نِسائِكُمُ الوَلُودُ الوَدُودُ المُواسِيةُ المُواتِيَةُ، إِذا اتَّقَيْنَ الله” أخرجه البيهقي. ومعنى المواتية -الموافقة لزوجها-، والمواسية : التي تواسيه إذا أصابه هَمٌ أو مرض أو حزن.

 

من موقع الالوكة الإسلامي