كشف مدير الثقافة “حنيش ميلود” بولاية برج بوعريريج، بمناسبة افتتاح احتفالية تظاهرة شهر التراث التي كانت انطلاقتها من “متحف المقراني” وكان محورها “العولة” وما لها من فوائد اجتماعية واقتصادية على الفرد
والمجتمع كونها موروثا ثقافيا يجب إحيائه والمحافظة عليها، وتضمنت نشاطات متعددة ومتميزة مستمدة من التراث الشعبي الذي بدأ بالاندثار، واستهل بيوم دراسي حول “العولة”، بأنه بالتعاون مع المركز الوطني للبحث في علوم الإنسان والأنثروبولوجيا، سوف يتم إعطاء لمحة حول “العولة” وقيمتها الاجتماعية والاقتصادية باعتبارها كانت تمارس قديما وما زالت لحد الآن لكنها تنحصر في مواد غذائية فقط ولو على مدى قصير، حيث تحضر صيفا لتستغل في فصل الشتاء، فالعولة كتراث هي مساهمة اقتصادية في اقتصاد العائلة من خلال توفير بعض المواد والأموال عن طريق الادخار والتخزين، بالإضافة إلى تنظيم يوم دراسي آخر حول الوشم كظاهرة اجتماعية قديمة وجديدة باعتبار أجدادنا مارسوا هذه العادة للتعبير بواسطة رموز ودلالات معينة، مؤكدا في السياق ذاته أنه سيتم التطرق للوشم في العصر الحالي باعتباره أصبح موضة جديدة غزت المجتمعات خاصة منها الغربية ووصلت إلينا بالرغم من مخاطرها ودلالاتها المختلفة عن الماضي مع محاولة إظهار موقف الدين الإسلامي من هذه الظاهرة من خلال مداخلات المختصين في الشؤون الدينية. وفي يوم 15 ماي برمج بمناسبة صدور أول طابع بريدي يحمل صورة “برج المقراني”، سيكون الاحتفال بأول إصدار بمدينة برج بوعريريج، وبالمناسبة سينظم قطاع الثقافة معرضا لهواة جمع الطوابع ستشارك فيه أكثر من 20 ولاية، مع تنظيم ندوة حول “دور الطابع البريدي في التعريف والمحافظة على التراث المادي الوطني”. وعلى هامش هذا الاحتفال تمت برمجة عدة جولات سياحية ثقافية إلى بعض المواقع الأثرية الموجودة عبر تراب الولاية.
وبالنسبة للتراث اللامادي بولاية برج بوعريريج، أضاف مدير الثقافة أنها تقاسم هذا الموروث مع كل ولايات الوطن وتشترك فيه مع وجود نوع من التباين، لكن هناك قاسم مشترك من خلال الاهتمام بالتراث، وذلك بعد إمضاء اتفاقية مع المركز الوطني للبحث في علوم الإنسان والأنثروبولوجيا من أجل خلق بنك معلومات يضم ويجمع كل ما يخص هذا التراث بولاية البرج وما يميزها عن بقية الولايات باعتبارها تعتبر فسيفساء ثقافية تراثية لتقاطع بها بعض التقاليد الأمازيغية القبائلية الموجودة بشمال إفريقيا التي تميل إلى ولاية المسيلة، أما بالنسبة للتراث المادي فقد أكد نفس المسؤول أن عاصمة البيبان غنية جدا بهذا التراث، فلا يمر يوم إلا ونكتشف موقعا أثريا، حيث تم إنجاز خريطة أثرية للولاية بالتعاون مع الديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية التي ستوضع تحت تصرف رؤساء المجالس الشعبية البلدية للتعريف بالمناطق الأثرية الموجودة، كما نتفق معهم لتحيينها ليستفيد كل مواطنو الولاية وكل المهتمين والمختصين في هذا المجال، كما نعمل كذلك على تصنيف بعض المواقع الجديدة والتي وصلها عددها 15 موقعا اثريا جديدا من بينها المسجد العتيق وسط المدينة و – الكوليج – برج زمورة، أين ستسجل في قائمة الجرد الإضافية لتصنف وطنيا لأن ملفاتها جاهزة في انتظار إضافة مواقع أخرى كموقع “لقلالة” بقرية تيحمامين ببلدية العش على حدود حمام الضلعة بالمسيلة. الجدير بالذكر، فإن شهر التراث يمتد من 18 أفريل إلى غاية 18 ماي القادم.