تزامنا مع الدخول المدرسي.. ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية يضع الأولياء تحت الصدمة

تزامنا مع الدخول المدرسي.. ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية يضع الأولياء تحت الصدمة

تعرف أسعار الأدوات المدرسية ارتفاعا، بحسب ما وقفت عليه “الموعد اليومي” خلال جولة قامت بها في العاصمة، وبحسب ما رصدته من أصداء المواطنين.

شرعت بعض المحلات التجارية في عرض مستلزمات الدخول المدرسي، ممثلة في المآزر وبعض الأدوات المدرسية كالمحافظ والأقلام والألوان والكراريس، بعد أن وجهت معظم العائلات اهتمامها نحو تحضير الأبناء للعودة إلى مقاعد الدراسة، التي تبدو صعبة على غالبية المواطنين بسبب تدني القدرة الشرائية والارتفاع الجنوني للأسعار.

المستلزمات المدرسية على واجهة المحلات

قام العديد من التجار بإبعاد كل المستلزمات المتعلقة بالبحر من على واجهات المحلات، ممثلة في ألبسة البحر، والألعاب، واستبدالها ببعض مستلزمات الدراسة؛ كالمآزر والمحافظ. وفي المقابل، وجهت معظم العائلات اهتمامها نحو الشروع في تحضير الأبناء بصورة تدريجية للعودة إلى مقاعد الدراسة؛ من خلال اصطحابهم لاختيار ما يناسبهم من ألبسة جديدة ومحافظ، وحتى بعض الأدوات المدرسية من كراريس وأقلام.

وأعربت بعض المواطنات عن أسفهن لكون أبنائهن لم يتمكنوا من الاستمتاع بالعطلة الصيفية كما يجب؛ للظروف التي يعلمها الجميع، حيث أمضى الأغلبية، على حد تعبير مواطنة، عطلتهم بين التسكع في الشوارع، أو اللعب بالأجهزة الذكية عن بعد في الفضاء الافتراضي مع بعض الأصدقاء الافتراضيين. وحسبها، فإن الموجة الثالثة من وباء كورونا وخوفا من العدوى، حرمتهم من التنقل إلى بعض المرافق الترفيهية؛ التي فُتحت في آخر العطلة، الأمر الذي أثّر على نفسية أبنائهم، معتبرة أن الخروج لاقتناء بعض اللوازم المدرسية ضروري من أجل البدء في تحضيرهم، وتهيئتهم للعودة.

وأكدت مواطنة أخرى أن شراء بعض المستلزمات المدرسية يدخل في إطار التحضير النفسي للعودة إلى المدارس، ولكنها للتخفيف عن أبنائها وتجنيبهم فكرة العودة بمعنويات منخفضة بعدما لمست حالة من النفور لديهم، مشيرة إلى أن العامل النفسي يلعب دورا هاما في تحفيز الأبناء على التحصيل الجيد خلال الموسم الدراسي؛ تقول: “حسب ما يؤكد المختصون النفسانيون، من أجل هذا أعمل على تحقيق التوازن النفسي، وتعويضهم، على الأقل، خلال الأيام الأولى من العودة، والتي تكون فيها الدراسة في بدايتها”.

من جهتهم، علّق بعض الباعة الذين شرعوا في الترويج للدخول الاجتماعي من خلال عرض المستلزمات المدرسية، بأن الكساد الذي عرفه النشاط التجاري خلال موسم الصيف بسبب تداعيات الجائحة، حال دون تمكنهم من بيع بعض السلع المرتبطة بالصيف؛ الأمر الذي جعلهم يسارعون إلى عرض مستلزمات الدخول الاجتماعي؛ في حركة استباقية تعويضية، خاصة أن بعض العائلات بدأت تبحث عما يناسبها من لوازم؛ سواء تعلق الأمر بالألبسة، أو اللوازم المدرسية.

أسعار تُثقل كاهل الأولياء

بحسب ما رصدته _الموعد اليومي_، فمحافظ مختلف الأطوار التعليمية يتراوح سعرها ما بين 1700 و3500 دينار ومنها ما يتراوح بين 4500 و9500 دج، بحسب درجات الجودة والبلد المستوردة منه، وتباينت أسعار المآزر وحسب جودتها بين 700 دج و1300 دج، أما المآزر المعروضة على طاولات الأسواق الشعبية، فلا تتعدى الـ 500 دج ولكنها من نوعية رديئة نوعا ما.

وأقلّ سعر يمكن رصده فكان لـ “المبراة والممحاة” اللتين يساوي ثمن كل واحدة منهما أو يفوق مبلغ 100 دينار، خاصة وأنهما باتتا تصنعان بأشكال متنوعة تجذب الأطفال.

أمّا أقل سعر للكراريس، فلا ينزل عن 50 دج، وهو يخص كراس 64 صفحة، ويصل حتى 200 دج لبعض الكراريس، والمقلمات بين 300 دج و700 دج، الأقلام الملونة من 60 حتى 400 دينار.

التخلي عن معيار الجودة للتمكن من اقتناء كل اللوازم

قال والد لثلاثة أطفال إن معيار الجودة لم يعد مهما بالنسبة له، بعد أن كان في وقت سابق شرطا أساسيا بالنسبة له، لأن السعر هو من صار يحدد خياراته، موضحا أن التكفل باحتياجات ثلاثة متمدرسين ليس بالأمر السهل، خاصة في ظل الأزمة الوبائية التي ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة خاصة الشق الاقتصادي، مشيرا إلى أن الزيادات لم تمس فقط الأدوات المدرسية بل كل المواد الضرورية كالمواد الغذائية.

الكمامات والمعقمات تفرض نفسها

الجديد الذي فرضه الوضع الوبائي هو إضافة المعقمات والكمامات كمستلزمات ضرورية للأطفال، الذين بات الوباء يهددهم بعد أن كانوا في منأى عنه في بداية الوباء، وبهذا الخصوص التقينا السيدة “فريدة” أم لطفلين وهي بصدد اقتناء علبتين من الكمامات الطبية برسومات مختلفة اختارها الصغيران، سألنا البائعة عن السعر، فقالت سعر الكمامة الواحدة 15 دج، أما سعر العلبة فهو 750 دج، مؤكدة أن الغالبية يُفضلون اقتناء علبة كاملة.

لمياء بن دعاس