حولت الألعاب المتوسطية مدن غرب البلد إلى ورشة ثقافية كبيرة بعد فترة ركود طويلة فرضتها تبعات جائحة كورونا.
وفي هذا الصدد، يشارك 300 فنان جزائري وأجنبي، في الطبعة الـ 12 للمهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي، الذي ستحتضنه كل من ولاية وهران وسيدي بلعباس، وهذا في الفترة بين 30 جوان و5 جويلية المقبل.
وكشفت المكلفة بالإعلام والاتصال بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، عباسية مادوني، أن هذه الطبعة التي تأتي لمرافقة الطبعة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران-2022، ستعرف مشاركة متميزة لفرق الرقص الشعبي تضم 300 فنان من داخل وخارج الوطن.
وستكون فرق الرقص المشاركة ممثلة لـ 6 دول، منها الجزائر وتركيا وسوريا وإيطاليا واليونان والجبل الأسود فضلا عن فرق محلية تمثل ولايات كل من سيدي بلعباس والبويرة وتمنراست وتيزي وزو وباتنة وعين تموشنت والبيض وغرداية ووهران والأغواط ومستغانم والجزائر العاصمة.
ويتضمن البرنامج المسطر بالمناسبة تقديم عروض فنية بفضاءات مختلفة منها مسرح الهواء الطلق “حسني شقرون” وقاعة “السعادة” بوهران والمسرح الجهوي وساحة “الوئام” بسيدي بلعباس، إلى جانب تنظيم أيام دراسية وورشات تكوينية حول الرقص الشعبي.
وذكر ذات المصدر أن الهدف من هذه الطبعة المنظمة بمبادرة لمديرية الثقافة والفنون لولاية سيدي بلعباس، هو المحافظة على هذا التراث غير المادي لما يحمله من رمزية من خلال اللباس التقليدي والحلي وغيرها.
وفي نفس السياق تحتضن مدينة سيق بمعسكر، معارض تبرز تاريخ مقاومة الأمير عبد القادر للجيش الاستعماري الفرنسي وذلك في إطار البرنامج الثقافي والفني المرافق لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران.
وتتضمن هذه المعارض المنظمة من طرف مديرية الثقافة والفنون والتي افتتحت، الاثنين، عرض ملصقات مرفقة بصور تسلط الضوء على المعالم الأثرية التي تؤرخ لفترة مقاومة الأمير عبد القادر ضد الجيش الاستعماري الفرنسي منها “دار القيادة” و”محكمة” مؤسس الدولة الجزائرية و“الزمالة” التي تعد العاصمة المتنقلة لهذه الشخصية التاريخية ببلدية سيدي قادة فضلا على شجرة الدردارة ببلدية غريس.
وتشتمل هذه التظاهرة التي تتواصل طيلة منافسات الألعاب المتوسطية وهران ـ 2022 على عرض 30 لوحة زيتية تبرز المسيرة النضالية للأمير عبد القادر وكذا حياته في المنفى في الفترة من 1848 إلى 1883 إلى جانب عدد من المجسمات الفنية ذات صلة بفترة قيادة الأمير للدولة الجزائرية المعاصرة، منها مجسم يبرز مبايعته أمام شجرة الدردارة بغريس بتاريخ 27 نوفمبر 1832.
وعرفت هذه المعارض إقبالا كبيرا للزوار، خاصة من فئة الشباب الذين جاءوا لاكتشاف المسيرة النضالية البطولية للأمير عبد القادر .
ويتضمن البرنامج الثقافي والفني المرافق لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران ـ 2022 والذي ستعرفه مدينتا سيق ومعسكر العديد من الفقرات والأنشطة الثرية منها معارض لأعلام المنطقة والمنتوجات الحرفية التقليدية وكذا عرض لكتب تبرز التراث الثقافي المحلي وتاريخ الأمير عبد القادر، فضلا عن إقامة أبواب مفتوحة حول المعالم الأثرية والتاريخية للجهة.
ويتضمن هذا البرنامج الذي سيتواصل طيلة أيام منافسات الألعاب المتوسطية تقديم استعراضات فلكلورية وإقامة سهرات فنية في مختلف الطبوع الغنائية والموسيقية من تنشيط فرق فنية ثقافية محلية، إضافة إلى تقديم عروض مسرحية للكبار لجمعيات ثقافية بالولاية وعرض أفلام سينمائية جزائرية وتنظيم محاضرات وندوات فكرية.
وفي ذات الحركة الثقافية يبرز معرض “حضارة عصور ما قبل التاريخ الذي افتتحت فعالياته بالمتحف العمومي الوطني “أحمد زبانة” بوهران تزامنا مع الدورة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، تألق الأسلاف الذين صنعوا الحضارة الجزائرية ونشروا أولى الثقافات الإنسانية.
وقد جرت مراسم تدشين هذا المعرض المنظم بمناسبة الذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب بحضور مستشارة وزارة الثقافة والفنون قدوري فتيحة ومدير المركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ حاشي سليمان ومديرة الثقافة والفنون لوهران صالحي بشرى وجمع من المهتمين بتاريخ الجزائر القديم والحديث.
وقالت مستشارة الوزارة على هامش هذا المعرض المقام تحت موضوع “يزداد الأسلاف شبابا” إن “هذا المعرض يحاكي كل تاريخ الجزائر في فترة ما قبل التاريخ ويبرز الاكتشافات العديدة والمتعددة التي تثبت أن الجزائر قارة تضم عدة حضارات ومرت بحقب تاريخية وأحسن دليل موقع عين بوشريط الذي يوجد فيه بقايا حضارة إنسانية ضاربة في عمق التاريخ”.
ويعتبر هذا المعرض سانحة للتعريف بتاريخ الجزائر في فترة ما قبل التاريخ وتقديم لمحة عن النتائج العلمية لمختلف فرق البحث التابعة للمركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ وعلم الإنسان المنظم له، حسب ما ذكره مدير هذا المركز حاشي سليمان الذي قال إن “الجزائر التي يعود تاريخ تعميرها البشري إلى 2.4 مليون سنة يجعلها من أمهاد البشرية ومن الأوائل الذين ساهموا في الابتكارات الكبرى ولديهم مكانة مميزة في التطورات الثقافية والأنثروبولوجيا في التاريخ البشري”.
ب/ص