ترسيخ الفوضى والاقتتال فى ليبيا سيفجر الأوضاع فى المنطقة…. العجز عن حل ازمة ليبيا يحولها لمنصة للإرهاب العالمي

elmaouid

ما زال الملف الليبى مفتوحًا على مصراعيه، بصراعاته السياسية وتجاذباته الداخلية، حيث إن ليبيا هى حجر الزاوية فى استقرار المنطقة، فترسيخ الفوضى والاقتتال فى ليبيا سيفجر الأوضاع فى العالم كله، بما لا يحمد عقباه.

فليبيا ظلت سنوات طويلة مستقرة، آمنة، تنعم بالهدوء، ويستطيع أى مواطن أن يتنقل فى ربوعها فى أمن وسلام، إلا أن الحال انقلب رأسًا على عقب بعد الإطاحة بالرئيس معمر القذافى، ، لكن بعد  ذلك وطيلة  6سنوات تحولت ليبيا إلى مستنقع عنف وفوضى.وحسب عدة خبراء فإن ليبيا تقف الآن عند مفترق طرق، حيث تصاعدت حدة الانقسام بين الأطراف الليبية، بصراع أكثر شراسة بين الطرفين الرئيسيين فى ليبيا، وهما، الجيش الليبى فى المنطقة الشرقية، وحكومة الوفاق بالغرب. وهو ما أكدته دراسة حديثة للمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية حول مستقبل ليبيا، عقب هزيمة تنظيم داعش فى سرت، والتى أكدت انتهاء المعارك بها، حيث كانت سرت أكبر معاقل التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى، والذى كان من المتوقع أن تعود الأمور فى ليبيا إلى الوضع الطبيعى بعد القضاء على داعش فى هذه المنطقة، إلا أن الأمر ما زال معقدًا بعد انقسام ليبيا إلى فريقين متصارعين، الأول فى الشرق بقيادة اللواء خليفة حفتر، والثانى فى الغرب بقيادة قوات مصراتة والمجلس الرئاسى بقيادة فايز السراج.وهنا يؤكد الخبراء  على ضرورة تعزيز التوصل إلى حل سلمى، بدعم اتفاق عسكرى بين الأطراف المتصارعة، الدراسة الأوروبية أكدت أيضًا أن هزيمة داعش مجرد البداية، وأن القوى الأوروبية لا بد أن تركز على تحقيق الاستقرار فى ليبيا، وإلا خاطرت بعودة داعش مرة أخرى، ولكن فى هذه المرة لا يعلم أحد كيف سيكون الوضع هناك، حيث يتوقع حينها أن تكون ليبيا مركزًا ومنصة لانطلاق الإرهاب إلى دول أوروبا.ودعت الدراسة إلى ضم ودمج الموالين للقذافى فى الحياة السياسية مرة أخرى، فليبيا اليوم تحتاج إلى جمع الفرقاء الليبيين، سواء اللواء خليفة حفتر أو فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى، كخطوة من أجل تجميع القوى الليبية مرة أخرى حتى نبعد ليبيا عن عمليات التدمير والقتل التى تحدث كل يوم، ونبعدها عن الفوضى المخربة، ورغم صعوبة جمع الفرقاء فى ليبيا حاليًا، إلا أن الوقت ليس فى صالح المختلفين، وفي السياق تعددت المبادرات من دول الجوار لرأب الصدع بين المتصارعين فى ليبيا في  لحظة تاريخية من أجل إنقاذ بلدهم من شبح التقسيم والدمار، من جانب اخر جددت وزارة الخارجية الأميركية تحذير رعاياها من التوجه إلى ليبيا، وطالبت المواطنين الأميركيين المتواجدين حاليًّا بها بالرحيل فورًا. وقالت الوزارة على موقعها الإلكتروني، إن الوضع الأمني في ليبيا مازال غير متوقع وغير مستقر، إلى جانب ارتفاع معدلات الجريمة وتكرار حوادث الاختطاف مقابل الحصول على فدية، مؤكدة استمرار إغلاق السفارة في العاصمة طرابلس.ودعت الوزارة مواطنيها المتواجدين في ليبيا إلى إتخاذ كافة تدابير السلامة ووضع خطط للطواريء، وتفادي مناطق التظاهرات، وتفادي الحذر عند التواجد في أماكن التجمعات، حتى وإن كانت سلمية، إذ قد تتحول إلى مواجهات مسلحة. وحثت الوزارة رعاياها من تفادي التواجد في المناطق الصحراوية أو الحدودية إلا في حالات الضرورة القصوى، والتزام الحذر واتباع القوانين المحلية، لافتة إلى التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم داعش الارهابيين.وكانت السفارة الأميركية في ليبيا أوقفت جميع عملياتها ونقلت موظفيها خارج البلاد في 2014، نتيجة اندلاع سلسلة من الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المتنافسة.من جهة اخرى وصف وزير الخارجية المفوض فى حكومة الوفاق الوطنى محمد سيالة قمة اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الافريقى حول ليبيا التى اختتمت مؤخرا بالعاصمة الكونغولية ببرازافيل “بالايجابية للغاية ” بالنظر إلى الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة الليبية”.وأكد سيالة أن ” اجتماع برازافيل كان ايجابيا للغاية حيث افضى إلى نقاط هامة، مشيدا بالقرارالذى اتخذه الفاعلون المعنيون بهذه الجهود بالتوجه إلى ليبيا للالتقاء بمختلف الأطراف بهدف التوصل إلى حل للأزمة.وجدد وزير الخارجية المفوض فى حكومة الوفاق الوطنى ارادة رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق فايز السراج فى بذل المزيد من لجهد والعمل مع جميع الأطراف بهدف التوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة.