نددت العائلات القاطنة بالبيوت الهشة بالناصرية شرق بومرداس بسياسة التهميش التي طالتهم منذ سنوات من قبل السلطات التي في كل مرة تدير ظهرها لهم بالرغم من سلسلة الشكاوى المودعة، الأمر الذي
امتعض له القاطنون الذين ينتظرون التفاتة سريعة من المسؤولين من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي معاناة دامت لأزيد من 15 سنة في تلك البيوت التي انتهت صلاحيتها.
يعيش سكان البيوت الهشة المنتشرة بإقليم بلدية الناصرية شرق بومرداس والمقدر عددها، حسب الإحصائيات الأخيرة، بـ 290 بيتا فوضويا، أوضاعا أقل ما يقال عنها إنها مأساوية في سكنات لا تصلح لإيواء البشر فيها لأن سكناتهم التي تم إنشاؤها بطريقة فوضوية منذ سنوات تفتقد لأدنى ظروف الحياة الكريمة، بدءا من انعدام قنوات الصرف الصحي، إضافة إلى هشاشة السكنات التي أضحى السكن فيها يشكل خطرا نظرا للوضعية الكارثية التي آلت إليها بسبب التصدعات والتشققات البليغة، اهتراء شبكة الطرقات وصولا إلى غياب الغاز الطبيعي وانعدام المرافق الرياضية والترفيهية والمساحات الخضراء.
أول مشكل تطرق إليه قاطنو البيوت الهشة بالناصرية تمثل في غياب الغاز الطبيعي وحجم المعاناة التي يتكبدونها من وراء الجري للظفر بقارورة غاز البوتان، وتزيد معاناتهم أكثر في فصل الشتاء بالنظر إلى حاجتهم الماسة لها من أجل التدفئة، انعدام قنوات الصرف الصحي ما نجم عنه انتشار الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس والناجمة عن مياه الصرف التي تصب وسط السكنات، كما يعانون أيضا من أزمة المياه التي لا تزور حنفياتهم إلا يوم في الأسبوع، ما كبدهم مصاريف شراء صهاريج من المياه التي تصل أسعارها في فصل الصيف إلى 1500 دج، الأمر الذي أثقل كاهلهم.
غير أن المشكل الذي يبقى مطروحا بحدة لدى قاطني هذه البيوت الهشة هي وضعية سكناتهم، التي بات القاطنون يواجهون خطرا حقيقيا بسبب تدهورها والتي قد تقع فوق رؤوسهم في أي لحظة، هذا إلى جانب مواجهتهم لمشكلة غياب الإنارة العمومية
والمرافق الرياضية والترفيهية.
وعليه، يأمل قاطنو البيوت الهشة المنتشرة بإقليم بلدية الناصرية شرق بومرداس أن تتدخل السلطات المعنية في القريب العاجل من أجل تخليصهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها في تلك السكنات التي تنعدم فيها أدنى الشروط الضرورية للحياة،
وذلك عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة، وهو الحلم الذي بات يراودهم منذ سنوات عدة.