ما تزال العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية المنتشرة بإقليم بلدية كاب جنات شرق بومرداس والمقدر عددها بأزيد من 200 بيت فوضوي تعيش حياة أقل ما يقال عنها صعبة وكارثية، في ظل افتقار تلك السكنات الهشة إلى
أدنى شروط الحياة الكريمة، الأمر الذي ولّد حالة من الاستياء لدى القاطنين ويأملون أن تكون سنة 2018 خيرا وبركة عليهم عن طريق إدراجهم في عمليات الترحيل التي تقوم بها السلطات الولائية في إطار القضاء على السكنات الهشة التي تعرف انتشارا كبيرا بمختلف بلديات ولاية بومرداس خاصة تلك التي تتميز بكثافة سكانية كبيرة.
“الموعد اليومي” انتقلت إلى بلدية كاب جنات، أين كانت لها زيارة ميدانية إلى تلك البيوت الهشة المنتشرة بمختلف إقليم البلدية التي يزيد عددها حسب الإحصائيات الأخيرة عن 200 بيت فوضوي، أين لاحظنا الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها هؤلاء السكان الذين كان لنا حديث طويل معهم بعدما سردوا لنا معاناتهم في تلك البيوت الهشة، وفي مقدمة المعاناة اهتراء بيوتهم التي لم تعد تصلح للمبيت فيها نظرا لتشقق جدرانها ودخول مياه الأمطار إليها، أين تصبح ليالي الأيام التي تتساقط فيها الأمطار نهارا ويقومون بإخراج المياه خوفا من تعرضهم لأمراض في ظل البرودة الشديدة التي تميز سكناتهم في فصل الشتاء، أما صيفا، فإن الرطوبة العالية تعرض خاصة ذوي الحساسية والربو لأمراض.
كما تتواجد الطرقات المؤدية إلى تلك البيوت الفوضوية في وضعية مزرية نظرا لعدم صيانتها منذ سنوات ما يعرقل حركة سير الراجلين وأصحاب المركبات، الغاز الطبيعي غائب بالحي ما يؤدي بهم إلى شراء قارورات غاز البوتان هذا بالنسبة للعائلات الميسورة الحال، أما الأخرى فتلجأ إلى الطرق التقليدية وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ على حد سواء.
هذا إلى جانب معاناتهم من نقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على غرار اهتراء قنوات الصرف الصحي وانعدام الإنارة العمومية، ما أدى إلى استفحال ظاهرتي السرقة والاعتداءات، غياب المرافق الرياضية والترفيهية وغيرها.
وأمام هذا الوضع الكارثي الذي تواجهه العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية بكاب جنات شرق بومرداس، تناشد هاته الأخيرة السلطات البلدية والولائية التدخل العاجل من أجل ترحيلها إلى سكنات اجتماعية لائقة تتوفر على كامل ضروريات الحياة التي من شأنها أن تضمن لهم العيش الكريم وتنتشلهم من الجحيم الذي هم فيه منذ سنوات..
