ترحيلهم إلى سكنات لائقة أملهم الوحيد… 118 عائلة قاطنة بالحي الفوضوي “الحمام” بيسر تعيش الجحيم

elmaouid

تعيش 118 عائلة بالحي الفوضوي “الحمام” بيسر شرق بومرداس جحيما كبيرا في ظل جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم في تلك السكنات الهشة التي انتهت صلاحيتها نظرا لاهترائها بالكامل وغياب فيها أدنى

المرافق اليومية للعيش الكريم، فهم يحلمون بسكنات لائقة تنهي ذلك الجحيم الذي يعيشونه منذ سنوات عدة.

ولدى تنقلنا إلى الحي الفوضوي “الحمام” الذي تقطنه 118 عائلة، وقفنا على حجم المعاناة التي يواجهها القاطنون، الذين أكدوا لنا في لقاء جمعنا بهم أنهم يعيشون في تلك السنوات منذ أزيد من 20 سنة كاملة من دون تدخل المسؤولين لترحيلهم إلى سكنات لائقة تنهي مشاكلهم اليومية التي تعترض حياتهم، وفي مقدمتها غياب شبكة الغاز الطبيعي، وحجم المعاناة التي يتكبدونها من الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان التي تعرف ندرة حادة بالبلدية، ما يؤدي بهم إلى التنقل حتى للبلديات المجاورة من أجل الحصول عليها، ناهيك عن اصطدامهم بارتفاع ثمنها في فصل الشتاء أين يصل سعر القارورة الواحدة إلى 450 دج، ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها.

كما تعرف الطرقات وضعية مزرية باعتبارها لم تشهد عملية صيانة منذ أمد طويل، فهي عبارة عن مطبات من المياه والأوحال في فصل الشتاء، بحيث يستحيل للراجلين السير عليها وحتى أصحاب المركبات لا يستطيعون اجتياز هذه الطرقات التي تسببت لهم في العديد من الأعطاب على مستوى مركباتهم نظرا لاهترائها وتدهورها عن آخرها، أما صيفا، فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرض السكان لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو.

وما زاد من معاناة السكان هو الغياب التام للإنارة العمومية داخل الحي، ما جعل عملية السير أثناء الظلام عبر طرقات الحي أمرا مستحيلا، وهو ما عزز من الوجود الكبير للمنحرفين الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة العمومية بهذا الحي ليقومون بفعلتهم ألا وهي السرقة، وبالتالي حرمان السكان من الإحساس بالراحة في حيهم بعدما حوّل المجرمون يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق.

ناهيك عن مواجهة سكان الحي لنقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها لخصها القاطنون في انتشار النفايات بالحي بسبب تقاعس عمال النظافة عن أداء واجبهم من جهة، وغياب الوعي المدني لدى القاطنين الذين يقومون برمي الأوساخ بالحي من دون الاكتراث للحالة الكارثية التي سيصل إليها حيهم، من جهة أخرى تسرب مياه الأمطار إلى سكناتهم، أين يبقى القاطنون طيلة الليل مستيقظين من أجل إخراج الماء خوفا على حياتهم وأغراضهم من الإتلاف، في حين في فصل الصيف فإن الرطوبة العالية أدت إلى مرض العديد من السكان خاصة الذين يعانون من الربو والحساسية، المرافق الرياضية والترفيهية غائبة، الأمر الذي استاء له الشباب وأدى بالعديد منهم للتنقل حتى إلى وسط البلدية من أجل ملء أوقات فراغهم، ما أثقل كاهلهم بمصاريف النقل التي أفرغت جيوبهم، خاصة وأن هؤلاء نخرت البطالة أجسادهم في غياب فرص العمل حتى في العقود ما قبل التشغيل، أما فئة أخرى فقد توجهت إلى عالم المخدرات والحرڤة.

وعليه يأمل قاطنو الحي الفوضوي “الحمام” بيسر شرق بومرداس أن تلتفت السلطات المحلية إليهم في القريب العاجل، وتبرمج عملية ترحيلهم إلى سكنات لائقة التي باتت بالنسبة لهم حلمهم الوحيد في هذه الحياة.