أنوار من جامع الجزائر

تربية الطفل صمام أمان للأوطان – الجزء الأول –

تربية الطفل صمام أمان للأوطان – الجزء الأول –

لقد اعتنى الاسلام بالطفل قبل أن يفتح عينيه على الدنيا. فبدأ بوضع الأسس التي تضمن نشأته في بيئة صالحة. فشرع حين اختيار الزوجين. اذ أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ” فاظفر بذات الدين تربت يداك” مسلم. ليكون الأصل طيبا والثمرة صالحة. ثم حفظ حياة الجنين وحرم الاعتداء عليها فقال تعالى ” ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق”. كما أحاط الأم الحامل بعناية خاصة اذ ألزم المجتمع للرفق بها. ان كرامة الطفل لاتقف عند ولادته بل ترافقه في مسيرته كلها فأول هذه الحقوق حقة في الحياة الكريمة ثم حقة في الرضاعة ” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة “. وله الحق في الاسم الحسن والعقيقة اذ قال النبي صلى الله عليه وسلم ” انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء أبائكم” فاسمه عنوانه وعقيقته شكر لله واحتفاء بقدومه. ثم يأتي حقه في التربية والتعليم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع”. دلالة على أن التوجيه الروحي والأخلاقي يبدأ منذ نعومة الأظفار. ان التعليم حق أصيل جعله الاسلام أساس نهضة الأمم وعماد صلاح الأجيال فابدؤوا بتعليمهم كتاب الله وربوهم على الصلاة واغرسوا في قلوبهم الصدق والأمانة واحرصوا على صقل مهاراتهم الجسدية والعلمية فالإسلام لا يربي الروح وحدها بل يبني الانسان كاملا متوازنا.

 

الجزء الأول من خطبة الجمعة من جامع الجزائر