لقد واكب اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر عام 1954 الحكم الملكي في العراق ، حيث اقتصر دعم العراق للثورة الجزائرية على عهد الملك نوري السعيد على تمكني جبهة التحرير، و من فتح مكتب ببغداد كما سمحت له بإصدار نشريه إعلامية شهرية باللغة العربية ثم توزيعها داخل العراق و الدول المجاورة للتعريف بالقضية الجزائرية و بعد نجاح ثورة جويلية 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم الذي أطاح بحكم نوري سعيد، حيث أصبح الدعم العراقي للثورة ماديا و معنويا، حيث قدمت الحكومة العراقية ما قيمته مليون دينار عراقي لفائدة الثورة سنة 1959. ثم استلامها على ثلاث دفعات، هذا وسيرتفع الدعم المادي العراقي للثورة أثر زيارة فرحات عباس للعراق، و ذلك بعد نجاح ثورة جويلية 1958 حيث سيصل الدعم المالي إلى غاية استقلال الجزائر إلى ثلاثة ملايين فرنك فرنسي قديم سنويا.
أما دبلوماسيا فقد تجلى موقف العراق من خلال مساعيه لدى الكتلة الشرقية لحنها على الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، و كذلك كفتح العراق لسفاراته بالخارج لممثلي جبهة التحرير الوطني و وساطته ضمن المعسكر الاشتراكي، و سعيه الحثيث قصد تدويل القضية الجزائرية.
و انطلاقا من هذا حرصت الحكومة المؤقتة على رعاية علاقاتها بالجمهورية العراقية و العمل على ترقيتها بفضل الزيارات المتكررة لرئيس وزرائها إلى جولة العراق و أهمها زيارة وفد عن الحكومة المؤقتة في نهاية شهر أفريل 1959، و التي اعتبرتها جريدة المجاهد زيارة ناجحة إذ كللت بنتائج رائعة، فقد استقبل الوفد الحكومي الجزائري من طرف رئيس الجمهورية العراقية عبد كريم قاسم.