أشرف كل من وزير الصناعة، السيد سيفي غريب، ووزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد ياسين مهدي وليد، الثلاثاء، على تدشين مركز الامتياز الوطني للنسيج والجلود ببلدية عين بسام، ولاية البويرة، وذلك بحضور السلطات المحلية، وشركاء اقتصاديين يمثلون القطاعين العمومي والخاص.
يأتي هذا المشروع الهام، تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية، وتجسيدا لمخرجات الاجتماع الوزاري المنعقد بتاريخ 28 جانفي 2025، والذي خلص إلى ضرورة تخصيص مركز امتياز وطني للتكوين وتطوير المهارات في مهن النسيج والجلود، بما ينسجم مع الرؤية الوطنية الهادفة إلى تكوين يد عاملة مؤهلة قادرة على مواكبة احتياجات السوق الصناعية المحلية وتعزيز النسيج الإنتاجي الوطني. وشدد وزير الصناعة، أن هذا المركز يعد اللبنة الأولى ضمن شبكة وطنية من المراكز المتخصصة التي تعمل الوزارتان على إنشائها مستقبلا، في إطار استراتيجية وطنية لربط التكوين بالتشغيل وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة، كم أشار أن أول دورة تكوينية ستنطلق بالمركز خلال شهر أكتوبر 2025، وتشمل مرحلتها الأولى تخصصين رئيسيين وهما شعبة النسيج والألبسة بمستوى شهادة تقني سامي، في تخصص تصميم الأزياء ، شعبة الصناعة الجلدية، في تخصص التصنيع والإنتاج الآلي للأحذية. كما شدد وزير الصناعة، على أهمية اعتماد مناهج تكوين حديثة ومتكاملة تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، بما يمكن المتربصين من اكتساب كفاءات مهنية عالية تستجيب لاحتياجات المؤسسات الصناعية الوطنية، وتفتح أمامهم آفاقا واسعة للاندماج المهني والمساهمة الفعلية في تطوير القطاع الصناعي. وفي سياق ذي صلة، وجه الوزير نداء إلى الإطارات المتقاعدين من ذوي الخبرة في قطاع الصناعة، خاصة في مجالي النسيج والجلود، للانخراط في هذا المشروع الوطني، من خلال المشاركة في تأطير وتكوين الشباب داخل الورشات والمصانع، ونقل معارفهم وخبراتهم للأجيال الصاعدة، بما يثري المنظومة التكوينية ويدعم الصناعة الوطنية بالكفاءات اللازمة. وينتظر أن يشكل هذا المركز نموذجا يُحتذى به في مجال التكوين المتخصص، ورافعة حقيقية لتحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية للنسيج والجلود، في ظل الطلب المتزايد على الألبسة والمنتجات الجلدية ذات الجودة العالية، وتعزيز قدرة الجزائر على تقليص فاتورة الاستيراد في هذا المجال.
محمد بوسلامة
