تداول أسئلة العربية والرياضيات على “الفايس بوك” بعد 15 دقيقة من بداية الامتحان… مواضيع “الباك” تسرب من قاعات الامتحان وبن غبريط تفتح تحقيقا

elmaouid

 الجزائر- باشر، الأحد، أزيد من 761 ألف تلميذ أولى امتحانات شهادة البكالوريا على وقع تسريبات للمواضيع من خارج قاعات الامتحان بعد15دقيقة من انطلاقها، في حين تسبب نشر مواضيع مزورة على مواقع التواصل

الاجتماعي في قضاء تلاميذ ليالي بيضاء وهو ما جددت وزيرة التربية نورية بن غبريط التحذير منه، مؤكدة أن كل التدابير مجندة لحماية هذا الامتحان والتوصل إلى الجهات التي نشرت المواضيع من قاعات الامتحانات قصد تسليط أشد العقوبات عليهم.

وأشرفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط على إعطاء إشارة انطلاق مادتي الرياضيات والأدب العربي للمترشحين العلميين والأدبيين على التوالي بمركز الامتحان متقن عزيزي عبد المجيد ببلدية هيليوبوليس بولاية قالمة. وعلى هامش ذلك وفي ندوة صحفية، أكدت وزيرة التربية نورية بن غبريط أنه يصل العدد الإجمالي للمرشحين لهذا الامتحان على المستوى الوطني إلى 761701  مسجل أي بانخفاض يقدر 56817 مقارنة بالسنة الماضية، موزعين على 2.234 مركز، ويوجد من بين المرشحين 491298 متمدرس و 270403 أحرار، فيما يمثل الإناث نسبة 54,71 بالمائة من عدد المرشحين لهذا الامتحان المصيري. كما يجتاز هذا الامتحان 3710 مرشح محبوس موزعين على 42 مؤسسة عقابية.

وتطرقت في المقابل الوزيرة إلى تجديد تأكيدها على توفير كل الإمكانات المادية والبشرية لضمان السير الحسن للامتحانات، داعية المشرفين والمؤطرين إلى احترام الإجراءات التي تم اتخاذها وتطبيقها الصارم لتحث التلاميذ المرشحين على التركيز ووضع حصن منيع ضد الرداءة والغش.

 

بن غبريط: المواضيع لم تسرب والإجراءات الأمنية أتت بنتائجها

 

وأوضحت الوزيرة أن التحضيير للامتحان تم في جويلية الفارط على أن يتم في جويلية الداخل التحضير لامتحان دورة جوان 2018 ، وهو دليل على استعداد الدولة لإنجاح الامتحانات قائلة “يجب على الكل أن يعرف أن البكالوريا ليس مجرد شهادة أو ورقة تمنح بل ملمح الخروج من المدرسة، والحقيقة تظهر لما يصل إلى الجامعة، ما يجعل الوزارة حريصة على ضمان الشفافية وتكافؤ الفرص”، مضيفة أن “هذه الاجراءات المتخذة ما بين كل المؤسسات والدوائر الوزارية أعطت نتيجة إيجابية من حيث  سير الامتحان ، والمجتمع مطمئن حيال التدابير المتخذة لمنع أي تشويش على أزيد من 700 ألف ممتحن، في ظل أننا لن نتخلى عند التحدي والذي هو تكفاؤ الفرص” -تضيف الوزيرة-.

وتزامنا مع تجديد التشويش على الممتحنين عبر صفحات الفايس بوك، اعتبرت وزيرة التربية أن قلق التلاميذ أمر عادي عشية الامتحان ما جعلهم بعضهم يقضي ليلية بيضاء، وهذا قبل أن تدعو الاولياء والاسرة الاعلامية الى تقديم يد المساعدة لتفادي التشويش عليهم.

في المقابل جددت الوزيرة التأكيد على العمل مستقبلا ببذل المزيد من الجهود لتحسين امتحان البكالوريا أكثر فاكثر قائلة “إذا وجدت اختلالات سنعمل على تداركها بالنظر إلى أهمية الشهادة التي تمنحها الوزارة وإلى أن هذه الامتحانات هي التي تعبر عن المستوى الحقيقي للتلاميذ”.

وقالت الوزيرة في سياق آخر  “إن امتحانات البكالوريا لهذه السنة تأتي في ظروف استثنائية مميزة بالنظر إلى الاستقرار الذي ميز السنة الدراسية بفضل جهود الشركاء الاجتماعيية وفي ظل فتح أبواب الحوار والعمل على النظر في كل اللوائح المطلبية”، مشيدة بوعي النقابات في ضمان الاستقرار .

وعن سير الامتحانات عرفت، الأحد، مواقع التواصل الاجتماعي تسريب موضوعي الرياضيات والأدب العربي بعد أقل من 15دقيقة من انطلاق الامتحان، وهو ما اعتبره المتتبعون للشأن التربوي أن هناك دائما ثغارات على مستوى بعض مراكز الامتحان بدليل تمكن أطراف من تصوير المواضيع ونشرها على “الفايس بوك” وهذا بالرغم من التعليمات المشددة التي أعطتها وزيرة القطاع إلى مديريات التربية حول منع إدخال أي هاتف نقال الى قاعات الامتحان مع إخضاع كل المترشحين بما فيهم الاساتذة الحراس إلى أجهزة كشف المعادن لضمان نزع الهواتف النقالة.

ونشر مواضيع امتحان البكالوريا لم يقتصر على صبيحة الأحد بل انطلقت قبل أيام عن الموعد الرسمي وتصاعدت عشية الامتحان حيث تداولت عدة صفحات مواضيع في مختلف المواد على أنها مسربة ما جعل مترشحين يقضون ليلة بيضاء لحل المواضيع التي تبيّن أنها موزرة ومغلوطة.

ونفت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط حدوث تسريبات في مواضيع أسئلة امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2017، وأكدت على ضرورة تحديد المفاهيم بين تسريب أسئلة امتحان شهادة البكالوريا، وبين نشرها عقب توزيعها على الممتحنين، متوعدة بمتابعة ناشري أسئلة امتحان شهادة البكالوريا، الأحد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” قضائيا، مع تسليط عقوبات صارمة ضد الفاعلين، كون أن هؤلاء يتلاعبون بمصير أبنائنا ويحاولون التشويش عليهم، وقد باشر فريق متخصص   التحقيق في هذا الملف للكشف عن المتورطين في قضية نشر أسئلة امتحان شهادة البكالوريا عبر فضاء “الفايسبوك”.

 

مواضيع سهلة في مادة العربية.. والرياضيات تبكي الكثيرين

 

هذا فيما أجمع ممتحنون في مادة الادب العربي، أن الاسئلة المطروحة كانت في متناولهم حيث أجابوا بكل سهولة على الموضوع، لكن عكس ذلك بالنسبة للمتحنيين في مادة الرياضيات حيث تباينت الاراء ما بين المترشحين حيث أكد البعض على سهولتها فيما رأى آخرون أنها صعبة وتحتاج الى تركيز خاصة في ما تعلق بالموضوع الثاني ، الذي ابكى العديد من الممتحنين بعد أن ضيعوا الوقت في البحث عن حلول دون جدوى.

وعرف الامتحان في المقابل تسجيل غيابات بالجملة في عدة مناطق عبر الوطن خاصة في وسط المترشحين الاحرار حيث بأدرار وحدها فاق عدد الغيابات 80 بالمائة في وسط المترشحين و60بالمائة بين النظاميين، هذا فيما تراجع معدل التأخرات وهذا بالنظر إلى الحملة القوية التي قامت بها وزارة التربية والتي شددت فيها على إقصاء كل مترشح من “البكالوريا” إذا لم يكن بمركز الامتحان قبل التاسعة، مجددة تأكيدها على أهمية الالتحاق بأقسامهم قبل نصف ساعة عن الموعد المحدد لضمان عدم اقصائهم من قبل رؤساء المراكز الذين أعطيت لهم تعليمات صارمة بمنع إدخال أي تلميذ متأخر بخمس دقائق، وهذا في ظل تداول مواضيع الامتحان بعد توزيعها مباشرة على التلاميذ وذلك لمنع أي غش من قبل المتأخرين.

ووصفت الوزيرة في تصريحاتها “أن توقيت الامتحان هو بمثابة الطائرة التي لا تنتظر المسافرين عند توقيت إقلاعها من المطار”، مضيفة أن التلاميذ المقصيين بسبب التأخر عليهم الانتظار لموعد امتحان بكالوريا دورة جوان 2018.