يناشد سكان الحي القصديري “سيدي أمبارك” الواقع ببلدية بئر خادم بالعاصمة، السلطات الولائية أخذ وضعيتهم الكارثية بعين الاعتبار، وترحيلهم إلى سكنات لائقة، بالنظر إلى الحالة التي يتخبطون فيها منذ 40 سنة، في سكنات قصديرية مهترئة على وشك الانهيار في أية لحظة.
وفي هذا الصدد، أشار سكان الحي القصديري، إلى أن معاناتهم ما تزال متواصلة، جراء تلك المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات طويلة، بدءا بمشكل انعدام الحي لغاز المدينة، حيث يضطرون إلى اقتناء قارورات غاز البوتان خاصة أثناء فصل الشتاء بهدف استعمالها لأغراض التدفئة والطبخ، إلى جانب انعدام الإنارة العمومية ما جعل المنطقة تتخبط في دوامة الظلام وتدخل قاطنيها في عزلة تامة عن باقي الأحياء المجاورة، ناهيك عن التوصيل العشوائي للكهرباء وقنوات الصرف الصحي، والانتشار الكبير للنفايات، التي لن تنتهي إلا بانتشالهم من الجحيم، وترحيلهم في إطار عمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها المصالح الولائية منذ ما يزيد عن أربع سنوات.
وأكد هؤلاء، أن ما زاد من معاناتهم هو غياب المياه الصالحة للشرب، ما دفع بالمواطنين إلى التنقل لمسجد سيدي أمبارك المحاذي لحيهم من أجل التزود بالمياه، إذ أصبح مشكل المياه الهمّ اليومي الذي يحملونه ليلا ونهارا، خصوصا في فصل الصيف -حسب تصريحاتهم- ضف إلى ذلك اهتراء شبكة الطرقات بالحي، حيث أنه وبمجرد تساقط بعض الأمطار تتكون برك مائية من مختلف الأحجام تتسبب في قطع الطريق أمام المواطنين.
وفي ذات السياق، أكد قاطنو الحي انعدام الكهرباء، الذي زاد من تخوف السكان أثناء الخروج ليلا أو حتى نهارا، وهو ما فتح الباب واسعا للآفات الاجتماعية كالسرقة والاعتداءات التي يمتهنها بعض الشباب المنحرفين على المواطنين، رغم أن البلدية قامت بتوصيل حيهم بعدادات كهربائية غير أن هذه الأخيرة لم تكمل الأشغال مما اضطرهم لاستعمال طرق عشوائية للتزود بالكهرباء، مضيفين في السياق ذاته أن الحياة في هذه السكنات باتت إلى حد بعيد كالإسطبلات وأصبحت أمرا لا يطاق، وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر أمام ارتفاع نسبة الإصابة بمختلف الأمراض كالربو والحساسية ومشاكل التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني.
عبر سكان الحي القصديري، عن خوفهم من هاجس الإقصاء من برنامج الترحيل الذي باشرته مصالح ولاية الجزائر منذ جوان 2014، أين تم إزالة أكبر التجمعات القصديرية وترحيل البنايات الهشة إلا أن هذا البرنامج لم يمس حيهم بعد، الأمر الذي استغربه السكان وعبروا عن خوفهم من الإقصاء، كون العديد من المواقع القصديرية ما تزال متمركزة عبر مختلف بلديات العاصمة، وحسب ما أكده السكان، فإن السلطات المحلية لبلدية بئر خادم تطمئنهم في الكثير من المرات بأنهم مبرمجون في قوائم الأحياء التي سيتم ترحيلها إلا أن هذا الوعد قد سمعوه منذ سنوات، الأمر الذي أفقد ثقة السكان في سلطاتهم المحلية وأصبحوا يتشبثون بوعود السلطات الولائية بإسكان كل من يحتاج إلى سكن.
ويجدد سكان الحي القصديري سيدي أمبارك مطالبهم للسلطات المحلية قصد النظر لانشغالاتهم المتراكمة لسنوات طويلة بخصوص جملة من المشاكل التي لا تزال عالقة، والمتمثلة أساسا في انعدام أدنى المتطلبات الضرورية التي يحتاج إليها المواطنون، فانعدام الهياكل الضرورية بما فيها الإنارة العمومية، الأمن والغاز الطبيعي بات هاجسا يعكر صفو حياة السكان ويؤرق نومهم، خاصة أمام الهلع الذي صار يطبع يومياتهم، آملين في برمجتهم للترحيل ضمن العملية 25 من اعادة الاسكان التي يرتقب أن تنطلق خلال أيام.
إسراء.أ