بالتعاون مع المركز الوطني للكتاب، احتضنت المكتبة الوطنية الجزائرية، أمس الثلاثاء، ندوة وطنية حول موضوع “الكتاب والمكتبة.. تفعيل للذاكرة والإبداع”، احتفاء باليوم الوطني للكتاب والمكتبة.
وبالموازاة مع ذلك، استضافت المكتبة الوطنية معرضا وثائقيا بالتعاون مع المكتبة المركزية “جامعة الجزائر 1″، يتضمن عينة حقيقية من الكتب التي تعرضت لجريمة الحرق، كتب حول جريمة حرق مكتبة الجامعة المركزية، جرائد أجنبية ووطنية غطت وكتبت حول الجريمة وأشرطة وثائقية حول جريمة الحرق، إضافة إلى مقالات مستخلصة من جرائد أجنبية ووطنية حول جريمة الحرق.
ويتضمن المعرض أيضا، عينة من أرشيف ورسائل خاصة باللجنة التي أنشئت لإعادة تهيئة المكتبة المحروقة.
للإشارة، اليوم الوطني للكتاب والمكتبة، يحتفى به 07 جوان من كل سنة، بعد أن تم ترسيمه، بهدف ترقية دور المكتبة في المجتمع، وتكريسا لمكانة المعرفة والثقافة وروافدهما في بناء أفق مشرقة للأجيال، ويأتي تخليدا لذكرى حرق المكتبة الجامعية الجزائرية من طرف المنظمة العسكرية السريّة لجيش الاستعمار الفرنسي عام 1962.
ففي 7 جوان من سنة 1962 وعلى الساعة 12 سا 40 دقيقة تم تفجير ثلاث قنابل فسفورية بالقرب من جامعة الجزائر أدت إلى نشوب حريق مهول بمكتبتها وإتلاف 400.000 كتاب من مجموع 600.000 كتاب من رصيدها الذي يعد كنزا ثمينا من المخطوطات القديمة وأول المؤلفات المطبوعة، إلى جانب تخريب مخابر العلوم ومدرجين، حيث لم يتم إنقاذ إلا 200 ألف وثيقة ومخطوط تم نقلها لثانوية عقبة بن نافع بالعاصمة ثم أعيدت للمكتبة بعد عامين وصارت تسمى “رصيد عقبة” الذي يضم وثائق هامة.
وبعد نشوب هذا الحريق الإجرامي، آتى رجال المطافئ على ما تبقى، حسب الشهادات التي أفادت أنه تم تصويب أنابيب المياه نحو الكتب التي لم تصل إليها ألسنة النيران، مما تسبب في إتلافها حتى وإن كانت الحجة وراء ذلك منع انتشار الحريق.
وتضاف الجريمة التي استهدفت الذخيرة الثقافية والعلمية لهذه المكتبة لسلسلة الجرائم والإبادة ضد الإنسانية والذاكرة الجزائرية، ضمن مخطط المحارق التي باشرها جيش فرنسا الاستعمارية ضد الإنسان والهوية وامتدادا لسياسة “الأرض المحروقة”، وذلك خاصة بعد انتصار الديبلوماسية الجزائرية في اتفاقيات إيفيان، وهو ما أوقد غيض المنظمة المسلحة السرية الفرنسية، فقررت الانتقام بحرق المكتبة أياما قبل الاستقلال الوطني.
ب/ص