تحولت ولاية باتنة إلى ملجأ سكان ولايات بسكرة وورڤلة وأم البواقي وخنشلة، خلال موسم الاصطياف الذي اعلن عن انطلاقه مؤخرا، وذلك بعد نجاح السلطات المحلية بالتعاون مع أحد المستثمرين في فتح شاطئ
اصطناعي.
هذا الشاطئ الذي يشهد إقبالا كبيرا منذ أول يوم لافتتاحه العديد من هياكل ووسائل للترفيه، كما أنه مجهز بأحدث الوسائل التي تضع الزائر في جو البحر، من الرمال إلى ماء السباحة، وهو ما استحسنه الزوار الذين يرون أن هذا الشاطئ الرملي، يخفف عنهم حرارة الصيف التي وصلت درجاتها إلى 45 بعاصمة الأوراس، خصوصا أن سكان الولاية تعودوا على قضاء العطلة إما في سواحل جيجل أو بجاية أو سكيكدة، إلا أن هذا الشاطئ سيدفع بالآلاف من العائلات إلى البقاء في مدينتها، والاستمتاع مع توفير نفقات السفر وكذا إيجار الشقق الذي أضحى يرهق كاهل المصطافين.
هذا الشاطئ الذي يتوسط مدينة “جرمة” التاريخية بولاية باتنة، يسمح للمصطافين والزوار والسياح أيضا بأن يكتشفوا المنطقة التاريخية، التي شهدت أول معركة ضد المستعمر الفرنسي في الثورة التحريرية، وهو ما جعلها عاصمة التاريخ والثورة بامتياز، خصوصا وأنها تستقطب العديد من السياح والباحثين في تاريخ الجزائر، بحسب الأستاذ الجامعي نور الدين ساعد، حيث لفت إلى أن “باتنة تظل معقل الثورة التحريرية الجزائرية وما زالت منطقة عذراء وخصبة لاستقطاب عشرات المشاريع السياحية والتنموية التي يستفيد منها سكان المنطقة والمدن المجاورة في فصل الصيف”.
وأضاف المتحدث أن إنجاز مثل هذا الشاطئ سيوفر عناء التنقل لسكان المنطقة بأكملها نحو الشمال، وخلق فرص شغل للشباب العاطل عن العمل في شتى المجالات، من خدمات سياحية وبيع التحف التقليدية التي تشتهر بها المنطقة من صناعات يدوية، فضلا عن استقطاب الزوار بعدد من النشاطات والفعاليات التي تخرجهم من الروتين اليومي.
مواصفات الشواطئ الطبيعية
ويتوفر الشاطئ على مختلف المواصفات الخاصة بالشواطئ البحرية الطبيعية، كالرمال والصخور الكبرى.
وفي مدينة المقارين بولاية ورڤلة تم تجهيز بحيرة اصطناعية أيضا تخفف الضغط عن سكان المنطقة، كما أصبحت هي الأخرى تقام فيها مهرجانات وألعاب ترفيهية للأطفال، مثلما قالت الناشطة في جمعية للأسرة، السيدة “فتيحة. م” بأن البحيرة الاصطناعية هي مكان للترفيه والسياحة أيضا باعتبارها تمكن الزوار من ركوب القوارب والاطلاع على المناظر الطبيعية الخلابة، التي تزخر بها منطقة ورڤلة الصحراوية، مضيفة بأنها “تخرج سكان المنطقة من الروتين اليومي القاتل وتوفر على العائلات الضعيفة الدخل قضاء العطلة الصيفية في منطقتهم والاستمتاع بالراحة والهدوء”.
ويشتكي سكان المناطق الداخلية من عدم تمكنهم من قضاء عطلة الصيف في المناطق الساحلية لغلاء تأجير المنازل ونقص فادح في الفنادق، وهي نقطة سوداء تتكرر مع كل موسم صيف جديد، بالرغم من المنشآت التي تعكف الدولة على تجهيزها لاستقطاب السياح وتشجيع السياحة الداخلية، حيث من المنتظر إنجاز شواطئ اصطناعية في العديد من المناطق التي تحتوي على مساحات تطل على مناظر طبيعية كالجبال، ومن المنتظر أن تشهد مدينة ميلة، التي تحوز أكبر سد مائي في إفريقيا على شاطئ اصطناعي أيضا، فضلا عن عشرة شواطئ اصطناعية في عدة مدن وأهمها في الجنوب الجزائري.