الجزائر- كشف مصدر دبلوماسي جزائري، عن انعقاد لقاء ثلاثي بين وزراء خارجية الجزائر ومصر وتونس، في بداية مارس المقبل في العاصمة التونسية، تحضيرا لقمة بين رؤساء هذه الدول، التي يُنتظر انعقادها لاحقاً، في محاولة لإنهاء الأزمة عبر الحلول السياسية وتجنّب سيناريو التدخل الأجنبي في ليبيا.
وذكر المصدر، وفق ما نقل الموقع الإخباري “عربي 24″، أنّ “استمرار الوضع الراهن في ليبيا يثير قلقاً كبيراً لدى الدول الثلاث التي تجمعها بليبيا حدود مشتركة، وهو ما يستدعي منها القيام بواجبها تجاه إيجاد حل سياسي يتيح لجميع الأطراف التمثيل في المؤسسات الليبية ويعيد لهذا البلد الاستقرار المفقود منذ سنوات”.
ووفق الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه، فإن لقاء وزراء الخارجية سيمهد لعقد قمة بين الرؤساء الثلاثة، الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والمصري عبد الفتاح السيسي والتونسي الباجي قائد السبسي، في حين لم يحدد التوقيت المحتمل لهذه القمة ولا تاريخ انعقادها، حتى وإن كان الاحتمال الأقرب أن تكون في تونس باعتبارها صاحبة المبادرة.
وتعوّل الجزائر كثيراً على وساطاتها من أجل إنهاء حالة الصراع في ليبيا، وقد أجرت في هذا الشأن، وفق المصدر نفسه، أكثر من 200 لقاء مع شخصيات ليبية منذ سنة 2014. وتمتلك الجزائر علاقات جيدة مع مختلف الأطراف السياسية، سواء المحسوبة على حكومة طرابلس أو تلك الموالية لطبرق.
ومنذ ديسمبر من العام الماضي 2016، رمت الجزائر بكل ثقلها بغرض حلحلة الأزمة الليبية وتقريب وجهات النظر بين الجنرال حفتر المدعوم من حكومة طبرق، وبين رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وبينهما وبين الفصيل الإسلامي، الذي تسعى القاهرة إلى استبعاده من مشهد المفاوضات السياسية، بحسب مراقبين.
ونفى الدبلوماسي الجزائري، قطعيا، طلبا من الجزائر لزعيم “حركة النهضة” التونسية راشد الغنوشي لعقد وساطات باسمها في ليبيا، خاصة في صفوف الحركات الإسلامية، علماً بأنّ تقارير صحفية، أشارت إلى أنّ الغنوشي يواصل مساعيه في الملف الليبي، ويسعى إلى جمع فريق طرابلس وفريق طبرق في لقاء قريب.
وكان الحديث عن دور أسندته الجزائر للغنوشي في الأزمة الليبية، قد تصاعد عقب لقاء أحمد أويحيى، وهو مدير ديوان الرئاسة، بالغنوشي في منزله في تونس قبل نحو شهر، وكان من بين الحاضرين الوجه “الإخواني” البارز في ليبيا وعضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي الصلابي، وهو من أبرز داعمي حكومة طرابلس.