تحسبًا لتهديدات محتملةإحباط أكثر من 200 محاولة تسلل لجماعات إرهابية خطيرة منذ شهر مارس… استنفار أمني على الحدود مع ليبيا

elmaouid

الجزائر- أثارت محاولات اختراق الحدود الشرقية الجزائرية، من طرف أشخاص مجهولين، عديد المخاوف بشأن التهديدات الأمنية التي تواجهها الجزائر على الحدود مع ليبيا.

وتأتي العملية الأخيرة التي قضى فيها الجيش على مسلحين يرجح أنهم عناصر استطلاع تتبع تنظيم “أنصار الإسلام” المتمركز في شمال مالي، واسترجعت أسلحة كانت بحوزتهم في تمنراست جنوبي الجزائر، في سياق من التدابير الاحترازية التي اتخذتها القيادة العسكرية للجيش لـ”تأمين الحدود الجنوبية، ومنع تسلل الإرهابيين”، خاصة مع ورود تقارير استخباراتية تحذر من إمكانية تسلل مسلحين ضمن قوافل المهاجرين السريين الأفارقة جنوب الصحراء الذين يعبرون منطقة تمنراست ومناطق الصحراء المتاخمة للحدود مع مالي والنيجر.

وذكر مصدر أمني مطلع، أن “السلطات الأمنية تحقق مع عدد من المهاجرين المفترضين، كونه من الوارد أن تلجأ تنظيمات إرهابية إلى الدفع بعناصر منها في صفوف المهاجرين الذين يتسللون يوميا إلى الجزائر عبر الصحراء، ومن الممكن أن تعتمد على هكذا عناصر، إما لاستطلاع الوضع وتقدير الموقف الأمني، أو تمهيدا لربطهم مع خلايا محلية لتنفيذ عمليات مسلحة”.

وكشف قائد عسكري في القيادة العسكرية الرابعة بورڤلة أنه “تم منذ شهر مارس إحباط أكثر من 200 محاولة تسلل لجماعات إرهابية خطيرة من رعايا إفريقيين تم استقطابهم وتجنيدهم من قلب هذه المجمعات في شمال مالي، التي تمثل في الوقت نفسه منطلقا لقوافل الهجرة السرية”.

وتبعا لهذه التطورت، اطلع ڤايد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الخميس الماضي، بمنطقة تمنراست، على الاستعدادات الميدانية للوحدات العسكرية المرابطة على الحدود لتأمين المنطقة الجنوبية.

وأكد ڤايد صالح، خلال لقائه مع القيادات العسكرية الميدانية، أن وحدات الجيش “تبذل جهودا حثيثة ليلا ونهارا من قبل وحدات الناحية العسكرية السادسة، بكيفية تحمي الجزائر من أي مصدر من مصادر التهديد المختلفة الأوجه والمتعددة الأبعاد، وبكيفية تقي بلادنا من كل الشرور والمضار أمنيا واجتماعيا واقتصاديا، وتحمي أرضها وشعبها من أي مصدر من مصادر التهديد المختلفة الأوجه، والمتعددة الأبعاد، وتثبت دعائم الأمن القومي للجزائر”.

وكشفت البيانات الأخيرة للعمليات العسكرية للجيش الوطني الشعبي، عن جهد عسكري كبير يقوم به في مناطق الجنوب والصحراء، وتمشيط كامل للمناطق الحدودية القريبة من بؤر التوتر كليبيا ومالي والنيجر، وأفادت الأرقام الأخيرة التي كشفت عنها وزارة الدفاع عن محاولة 14 ليبيًا اختراق الحدود الجزائرية في ظرف شهر تقريبًا، وتم تسجيل أول محاولة اختراق نهاية شهر ماي الماضي، حيث أحبط الجيش محاولة اختراق التراب الجزائري من طرف مجموعة ليبية تتكون من تسعة أشخاص كانوا على متن مركبة رباعية الدفع قادمة من الأراضي الليبية.