إن من أعظم الذنوب، ومن أكبر الكبائر التي جاء تحريمها صريحًا في كتاب الله تعالى، وفي سنة نبينا صلى الله عليه وسلم: أكل الربا؛ قال سبحانه: ” وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ” البقرة: 275، وقال سبحانه: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” آل عمران: 130؛ والربا ليس ذنبًا هينًا، بل هو من الذنوب العظيمة التي توعَّد الله تعالى المتعامل به بعقوبات عاجلة وآجلة:
– فآكل الربا محارب لله ورسوله، فمن خطورة هذا الذنب أن الله تعالى أخبر أن من اقترفه، فقد أقحم نفسه في محاربة الله ورسوله، ومن ذا يقوى على ذلك؟ وأي خير سيجده؟ وأي سعادة سيجدها من هذا حاله عياذًا بالله؟ قال سبحانه: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ” البقرة: 278، 279.
– آكل الربا يُبعث يوم القيامة من قبره كالمجنون يصرع، وكأن به مسًّا من الجن؛ فقد كان في الدنيا يتخبط في الظلمات ليغترف من المال الحرام؛ قال سبحانه: ” الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ” البقرة: 275.
– التعامل بالربا سبب لمَحْقِ المال فلا يُبارك فيه، وإذا مُحقت بركة المال، كان شرًّا على صاحبه ووبالًا عليه؛ قال سبحانه: ” يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ” البقرة: 276، فأخبر سبحانه أنه يمحق الربا، ربما يكون على صورة مرض عضال، أو مشاكل أسرية أو اجتماعية، أو يُبتلى آكل الربا بعقوق الأبناء، أو بالحوادث والمصائب المتتالية، أو بخسارة مالية، أو بغير ذلك.
– المتعامل بالربا ملعون، ومعه أربعة من أعوانه ملعونون؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه “لعن آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه” رواه الإمام أحمد وغيره.
– التعامل بالربا أكل لمال حرام، وكيف يرضى مسلم أن يأكل الحرام ويُطعم أبناءه الحرام؟ وذلك بلا شك من أسباب الشقاء في الدنيا والآخرة، ومن أسباب منع إجابة الدعاء.
– الربا كان محرمًّا في الأمم السابقة، وكان من أسباب عقوبة الله تعالى لليهود، ورغم ورود هذا الوعيد الشديد وغيره في حق من يتعامل بالربا، فإن كثيرًا من المسلمين ما زالوا يرتكبون هذه الجريمة غير مبالين بخطورة ما يقدمون عليه، كل ذلك بسبب الحرص على حطام الدنيا الفاني، وطمعًا في المال الذي سيُسأل عنه كل واحد منا: من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟
– أكل الربا من السبع الموبقات – أي: المهلكات – التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: “اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها: أكل الربا” رواه البخاري ومسلم.
من موقع الالوكة الإسلامي