المسجِد الأقصى له عند المسلمين المكانة الدينيَّة الَّتي لا تَخفى على أحد، وبذل المُهج فداء له كبذلِها من أجل المسجد الحرام والمسجد النبوي، فثلاثتُها هي المساجد المصْطفاة الَّتي تضاعف فيها الصَّلاة وتَهْوي إليْها القلوب؛ لأنَّها من أكبر رموز هذا الدِّين وهذه الأمَّة. وتحرير فلسطين وعاصمتها المقدَّسة ومسجدها المبارك، ورجوعها للسِّيادة الإسلاميَّة مسألةٌ لا يشكُّ فيها مَن يؤمن بالقرآن والسنَّة، لكن المسألة هي إعْداد جيل النَّصر المنشود، هذا ما يُنادي كلّ مسلم، وما يَجب الالتفات إليه بجدّيَّة وعملٍ دؤوب مدْروس، طويل المدى، يُصاحبه النَّفَس الطَّويل ورصيد الأمَل والثِّقة الكاملة في الله تعالى ووعده الَّذي لا يخلف. إنَّ منهج إعداد جيل النَّصر يقتضي إفراغ القلوب من الشَّهوات المحرَّمة، وملأها بحبِّ الله والتضحية في سبيل مرضاته، وإفراغ العقول من الشُّبهات والتصوُّرات الخاطئة، وملأَها بالرؤية الإسلاميَّة الأصيلة، الَّتي تربط قضيَّة فلسطين بالعقيدة، لا بالسياسة وحدَها، وتجعل من العمل لأجلها طاعةً لله تعالى، سواء كان إغاثة أو دعمًا إعلاميًّا أو إشهارًا يصوِّر معاناة الفلسطينيين المحاصرين في غزَّة، والمضطهدين في الضفة الغربيَّة.