سارعت الغرفة الفلاحية للجزائر العاصمة إلى تحذير الفلاحين من مرض فطري يصيب عناقيد العنب التي ما تزال فتية وفي مرحلة مبكرة من الإنتاج، بحيث يكون اختراقها سهلا وتؤدي بالثمار إلى التعفن، الأمر الذي أصاب الكثير من الحقول في مواسم ماضية بسبب جهل المنتجين لكيفية القضاء على هذا المرض، سيما في منطقة متيجة التي تحوي العاصمة، بومرداس، البليدة وغيرها، وهي منطقة كثيرة الرطوبة وكثيرة التعرض لمختلف أنواع الفطريات، ما جعل الغرفة الفلاحية تعتمد حملات إرشادية للحد من هذه المشاكل التي لا تظهر إلا في وقت متأخر، بحيث يعجز المنتج عن تدارك الأمر.
تعكف الغرفة الفلاحية للعاصمة على قيادة حملات إرشادية لحماية ثمار العنب من طفيلي يصيب البراعم في وقت مبكر من الإنتاج، حيث تعمل على تعريف الفلاحين بكل صغيرة وكبيرة عن هذا المرض الذي يفتك بالحقول باعتباره سريع الانتشار سيما مع اقبال الفلاحين على انتاج العنب الذي يوفر لهم عائدات مالية معتبرة كونه يحتل مراتب متقدمة في جودته، كما يتمتع بالتنوع و اختلاف مواقيت الجني بشكل يسمح بالديمومة طوال فصل الصيف والخريف لولا مشكلة الفطريات التي تؤثر على مردوديته وأحيانا يتم بسببها فقدان مساحات شاسعة من الحقول ولا يتمكن أصحابها من إعادة غرسها إلا بعد سنوات، حيث يضمن القضاء النهائي على هذه الآفة وتطهير الأرض منها .
وفي هذا الإطار، أوضحت الغرفة الفلاحية أن آفة هذه المرة هي مرض فطري يسمى بوتريتيس العنب (Botrytis Cinerea) أو ما يعرف أيضا بالتعفن الرمادي أو “الرشاوة” ينتشر في المناطق الجبلية العالية وفي البيئات الرطبة مثل المناطق الساحلية، يصيب عناقيد العنب في مرحلة الإزهار، يسبب جفافا تاما في ثمار العنب ويحدث تعفنات رمادية مما يؤدي إلى تجعدها وإتلافها، ومن أعراضها على الأوراق بقع متباعدة على مستوى سطح الورقة، مع تحول لون الورقة إلى اللون البني أو التفاف الأوراق حول نفسها وجفافها وسقوطها، أما على مستوى الثمار فتحول لونها إلى اللون البني أو الأحمر حسب الأصناف مع جفاف تام للثمار وتعفنها.
وقدمت الغرفة الفلاحية طرقا لمكافحة المرض وذلك عبر تهوية الأوراق والعناقيد للتنقيص من عامل الرطوبة، مع الاعتدال في معدلات التسميد، والمكافحة الفعالة ضد ديدان العناقيد والأويديوم (البياض الدقيقي) التي تخلق بدورها فجوات لدخول البوتريتيس، ضف إليها استعمال مبيد فعال على مرتين في مرحلة الإزهار، المعالجة الأولى قبل امتلاء العنقود والمعالجة الثانية في فترة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل الجني.
إسراء. أ
