احتضنت قاعة الفكر والأدب لدار الثقافة أحمد رضا حوحو بوسط مدينة بسكرة أمسية شعرية متميزة، كانت الأولى من نوعها عند افتتاح الموسم الثقافي لبيت الشعر الجزائري المكتب الولائي بسكرة وسط حضور قوي
لمثقفي وشعراء المدينة وما جاورها من مدن وأرياف.
واستهلت الجلسة بالاستماع إلى النشيد الوطني، ثم الإعلان عن انطلاق أحداث الأمسية، حيث كان التنشيط من حظ الأديبة فاكية الصباحي التي أبدعت في التنشيط كعادتها، وبدأت الأمسية بكلمة للأستاذة لطيفة حرباوي التي رحبت بالحضور بكلمة أعلنت فيها أن بيت الشعر بيت للجميع دون استثناء، وقد كانت هذه الأمسية لشعراء اعتلوا المنصة لأول مرة… وبعدها بدأت الأستاذة فاكية بإحالة الكلمة للدكتورة دليلة مكسح التي أفادت الحضور بمداخلة تحمل عنوان (الشعر ومعارج المعنى)، ثم تلتها مداخلة للدكتورة غنية بوضياف بعنوان (المبدع وأزمة النص) تناولت فيها أزمة القصيدة الحديثة من كل الجوانب ونزوعها إلى الرمزية، حيث أثنت على الشاعر الذي يجعل من القارىء صانعا للقصيدة وعابت على الشعراء الذين يسعون إلى الشهرة، ثم استهجنت كثرة القصائد على الفضاء الأزرق، حيث أنها اعتبرت أن الشعر الذي يتكلفه صاحبه بالمناسبات هو شعر قصائده ميتة.
وبعد ذلك جاء دور الشعر فاعتلى المنصة لأول مرة الشاعر محمد مرزوقي، فأبدع في إلقاء قصيدته التي تحمل عنوان “ضنون” التي نالت تصفيق الحضور، ثم جاء دور الطرب ليمتع المايسترو نوبلي عبد الحكيم أسماع الحاضرين بوصلة غنائية من الكلثوميات أبدع فيها الشاب المتألق عثماني خالد فنال رضا الحاضرين.
ثم عادت المنصة إلى الشعر وأبدعت فاكية الصباحي بالربط بين النشاط والآخر بمقاطع من إبداعها، حيث كان الدور للشاعرة المتميزة حورية آيت إيزم التي قرأت مقطوعات من ديوانها الأخير، تلاها الشاعر الشعبي الفحل نوار خرخاش أحمد شوقي الذي أمتع الأسماع بقصيدة بعنوان (الشعر إذا طاح)، تلته الشاعرة المتألقة سامية غمري في قصيدتها (لحظة لقاء) وقد كان الهدوء يميز الشاعرة سامية التي أبدعت فأطربت، ثم تلتها الشاعرة فريدة فرج الله لأول مرة في قصيدة عن الشام، فكانت قصيدة متميزة، ثم جاء دور رجل التربية الشاعر توفيق زريبات الذي أتحف الحضور برائعته (يا أمة وهنت) التي صفق لها الجمهور إعجابا بها وبالإلقاء المميز للشاعر.
وبعدها اعتلت المنصة الشاعرة فطيمة سعيد زرزوح التي أبدعت في إلقاء قصيدتها ( فردوس مغلقة الأبواب)، تلاها الطبيب الشاعر نبيل شريط الذي تميز بقصيدته الرائعة (وفيّ لخبز أمي) وبعدها تلاه الشاعر المفتش في ميدان التربية الذي استهل الكلمة بسلاسته ولباقته المعهودة قائلا: أحبكم والله دون استثناء، ليلقي قصيدته (الغدر المزور)، ثم تلته الشاعرة التي خلقت التميز بقاموسها الجميل فضيلة زميط في رائعتها (قدر) ثم الشاعر الضرير المتميز والمتفرد زير أنور الذي شكر بيت الشعر وأعضاءه ليلقي وصلة نالت رضا وإعجاب الحضور وتحت تصفيقه، ثم جاء دور حدة بوزيدي لتقرأ قصيدة (كن ليثا) وقد وجهتها إلى جمع الشعراء، تلتها الشاعرة الشابة فاطمة عاشور التي قرأت مقتطفات من شعرها، ثم كان مسك ختام الشعراء الأستاذة لطيفة حرباوي.
وفي الأخير فتح الباب للمناقشة التي قادتها الدكتورة بوضياف غنية والطالبة الباحثة رفيدة بوبكر، وقد كانت مناقشة غنية تحمل أفكارا دسمة، إذ تدخل الأستاذ الأخضر رحموني الشاعر والناقد والشاعر السوري محمد بايزيد والدكتور عادل زواقري من جامعة عباس لغرور بخنشلة والقاص والشاعر المتألق قيس راهم…