تحت شعار “لا للمخدرات، بالعلم نبني المستقبل”… القافلة التحسيسية تحط بثانوية “الأرقم المخزومي”

تحت شعار “لا للمخدرات، بالعلم نبني المستقبل”… القافلة التحسيسية تحط بثانوية “الأرقم المخزومي”

 

تتخبط المدرسة الجزائرية في العديد من المشاكل، وتعد ظاهرة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي من أكبرها نظرا لما تخلفه من أخطار ومساهمتها في تنامي ظاهرة أخرى انبثقت عنها وهي العنف المدرسي في المؤسسات التربوية، في ظل غياب الرقابة من عديد الأطراف الفاعلة كالأسرة والطاقم التربوي وكذا مصالح الأمن.

كشف متدخلون في ملتقى حول استغلال نتائج الدراسة الميدانية حول انتشار التبغ والكحول والمخدرات في الوسط المدرسي في الجزائر، أن 80 في المائة من المستهلكين للمؤثرات العقلية في الوسط المدرسي بمختلف الأطوار، يتحصلون عليها من المحيط العائلي، مشيرين إلى أن نسب الاستهلاك ترتفع عند الذكور مقارنة بالإناث.

هذا، وصرح مدير عام الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، محمد عبدو بن حلّة، أن الملتقى هدفه استغلال نتائج التحقيق في الوسط المدرسي في إعداد الاستراتيجية الوطنية للوقاية ومكافحة المخدرات والإدمان، مع تحديد أهداف مشتركة بين القطاعات المعنية، على غرار وزارة التربية، إضافة إلى وضع منهجية تقييم استراتيجية للوقاية من تعاطي المخدرات، مضيفا أن الملتقى يأتي بعد سنة من اليوم الدراسي الذي نظم في 11 أكتوبر من السنة الماضية حول إعلان نتائج هذه الدراسة.

وأوضح المتحدث أن التحقيق مس فئة يتراوح سنها ما بين 12 و19 سنة في الوسط المدرسي، مشيرا إلى أن الذكور أكثر استهلاكا لهذه السموم من الإناث، بالنظر إلى صعوبة الحصول عليها، لافتا إلى أن هذه الاستراتيجية تمس تقليص العرض والطلب، وبالتالي تقليص أخطار المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، بناء على الأرقام المتحصل عليها في التحقيق.

 

نسب مقلقة مقارنة مع الشمال الإفريقي

بلغت نسبة الانتشار العام للمواد المخدرة في الوسط المدرسي، حسب بلقاسمي داود، مدير المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية، على غرار الكحول، 1.95 بالمائة والمؤثرات العقلية 1.79 بالمائة والإكستازي 0.87 بالمائة والحشيش 0.72 والكوكايين 0.42 بالمائة والهيروين 0.33 بالمائة، مشيرا إلى أن هذه النسب مقلقة مقارنة بدول شمال إفريقيا التي تنخفض فيها نسبة استهلاك هذه السموم.

 

القافلة التحسيسية تحط بثانوية “الأرقم المخزومي”

حطت القافلة التحسيسية لمكافحة آفة المخدرات في الوسط المدرسي، رحالها بثانوية “الأرقم المخزومي” في بلدية باب الوادي، استهدفت ما يقارب 300 تلميذ استفادوا من توجيهات عملية ودقيقة حول خطورة الإدمان وعواقبه، وأوضحت رئيسة لجنة النشاطات والشؤون الاجتماعية في المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، أحلام قاديري، أن القافلة التحسيسية لمكافحة آفة المخدرات في الوسط المدرسي وصلت إلى محطتها الثامنة منذ انطلاقها في منتصف أكتوبر المنصرم، مشيرة إلى أنه تم التواصل مع قرابة 300 تلميذ بثانوية “الأرقم المخزومي” في بلدية باب الوادي، استفادوا من تدخلات لمختصين شرحوا مخاطر الإدمان وعواقبه الوخيمة على الصحة الذهنية والجسدية للتلميذ، وأضافت أن هذا اللقاء هو “ثمرة عمل تنسيقي” بين المجلس الشعبي الولائي ومختلف الجمعيات الفاعلة في الميدان، على غرار جمعية “مستقبل الشباب” و”شباب مبدع”، ناهيك عن ممثلين عن خلية الإعلام والإصغاء للأمن الوطني، وفرقة حماية الأحداث للدرك الوطني، والديوان الوطني لمكافحة المخدرات وقطاع الشؤون الدينية والصحة العمومية، الذين ركزوا على “الحوار الحر والتلقائي لتبليغ الرسالة”.

 

حضور معتبر للتلاميذ

سجلت قاعة المحاضرات بثانوية “المخزومي”، حضورا معتبرا للتلاميذ الذين أبدوا اهتماما بالموضوع، من خلال طرح أسئلة لمحاولة فهم الإجراءات المتعلقة إما بتجنب السقوط في فخ المخدرات بأنواعها، أو كيفية إنقاذ مصير أحد المدمنين.

ستتواصل المحطة الثامنة للقافلة التحسيسية التي تحمل شعار “لا للمخدرات،  بالعلم نبني المستقبل”، في عملها بمركز التكوين المهني والتمهين باب الوادي للذكور، استكمالا لخطة عمل منظمي القافلة التي ستتواصل إلى غاية 19 ديسمبر الجاري، عبر كل من المقاطعات الإدارية للرويبة والحراش وسيدي امحمد وبئر مراد رايس.

كما ينتظر أن تنظم لجنة الشؤون الاجتماعية للمجلس الشعبي الولائي، حسب السيدة قاديري، ندوة ولائية قبل نهاية السنة الجارية، بهدف “تقديم حصيلة عمل والكشف عن إحصائيات تخص الإدمان عبر الولاية، كما لم تستبعد أن يتفق المنظمون بعد الانتهاء من المحطات المتبقية للقافلة، من إدراج مؤسسات تربوية جديدة في قائمة العمل، بهدف توسيع الفائدة لصالح التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية، كما توضح.

أكدت المتحدثة أن اللقاءات التحسيسية مع الطلبة في المدارس ومراكز التكوين المهني، شجعت بعض الحالات على التقرب من المختصين، للاعتراف بالإدمان أو المحاولة، وشددت في السياق نفسه، أن أساس الرسالة التوعوية في هذا الإطار، هو احترام خصوصية الحالات والسرية في التعامل والتوجيه والتكفل طبيا بها إذا استلزم الأمر.

ق.م