19 مارس ..ذكرى أعظم إنجازات الدبلوماسية الجزائرية
تحيي الجزائر، هذا الإثنين 19 مارس، الذكرى 56 لعيد النصر الذي أكد حنكة عمل الدبلوماسية الجزائرية المعاصرة التي برزت إلى الوجود أصلا مع إعلان أول نوفمبر 1954 والذي اعتمد نصه تدويل القضية الجزائرية
كوسيلة من وسائل كفاح الثورة التحريرية، وقد كانت المفاوضات التي كللت بالتوقيع على اتفاقات ايفيان واسترجاع الاستقلال الوطني من أبرز إنجازات الدبلوماسية الجزائرية التي تعد مفخرة الدولة وأجهزتها.
انطلاقة جديدة لدولة فتية
يعتبر وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962 انطلاقة جديدة لدولة فتية عاشت الاستعمار ما يقارب 130 سنة، وهي الفترة التي عانى فيها الشعب الجزائري أكبر معاناة عرفها تاريخ البشرية، حيث عمدت القوة الاستعمارية إلى طمس معالم الشخصية الوطنية عبر كامل مراحل تواجدها على أرض الجزائر.
إن ذكرى 19 مارس 1962 وهي تعود اليوم بعد 56 سنة تكون هي اللبنة الأولى وحجر الزاوية في الإعلان عن جزائر حرة مستقلة، وأخرجتها إلى الوجود ثورة التحرير الوطنية بتضحيات جسام فاقت المليون ونصف المليون شهيد.
وإذ نتذكر اليوم الإعلان عن وقف إطلاق النار وبعد قرابة نصف قرن، فإننا نتذكر تاريخنا وبعض رجالاتنا ممن توقدت بصيرتهم فتفتقت عن الوصول إلى عهد جنّب الشعب الجزائري كثيرا من التضحيات الأخرى، فدفع بهذا الأخير إلى تأسيس دولة قوية مهابة الجانب ومثال لكثير من الشعوب التي أرادت هي الأخرى التحرر.
يعد 19 مارس 1962 أعظم المحطات التاريخية التي عرفتها الجزائر، فهو تاريخ توقيف القتال بالجزائر بعد التوقيع الرسمي على اتفاقيات إيفيان، انه يوم النصر إذ حققت فيه الثورة الجزائرية ما ناضل من أجله أجيال منذ 1830 توجت بنضال وجهاد جيل نوفمبر المجيد، حيث انتزع استقلاله واسترجع سيادته بعد تضحيات جسام بلغت مليونا ونصف مليون شهيد.
مارس.. شهر الشهداء وميلاد فجر الحرية
يعتبر شهر مارس شهر الشهداء تحيي فيه ذكرى أبطالنا الخالدين مصطفى بن بولعيد، بن مهيدي، عميروش، الحواس، لطفي، الطاهر فراج، الذين افتدوا حرية الجزائر بحياتهم الغالية واستشهدوا في ميدان الشرف في مثل هذا الشهر.
و شهر مارس شهر الحرية في المغرب العربي، فيه نالت تونس والمغرب استقلالهما، وفيه يشرق اليوم على الجزائر فجر الحرية والسلم والاستقلال.
وكانت مصادفات الأقدار قد جعلت عددا كبيرا من أبطال ثورتنا يستشهدون في مثل هذا الشهر حتى أطلق عليه شهر الشهداء، ثم شاءت الأقدار مرة أخرى أن يحتفل المغرب العربي بأعياد حرية أقطاره الثلاثة في الشهر نفسه، فإنه ليس من قبيل التلاعب بالألفاظ أن نرى في ذلك شيئا أعمق من مجرد المصادفة، إن اقتران حرية الجزائر بذكرى الشهداء وبحرية المغرب العربي كله هو رمز عميق بعيد الأثر في تاريخنا ومستقبلنا، إنه رمز خالد للرباط المقدس بين الحرية وثمنها العظيم والوحدة وأساسها الروحي والمادي المتين.
إن الحرية التي كتبت بدماء الشهداء هي الحرية الحقيقية، الحرية المطلقة، الحرية التي نلناها فعلا وارتبطنا بها وارتبطت بنا قبل الإعلان الرسمي عن ميلادها فقد اكتسبناها وأعطتنا روحها يوم صرنا قادرين على تقديم أرواحنا قربانا لها وسقينها بدم الشهداء.
كما كانت معركة الجبهة السياسية لا تقل شأنا عن أختها في جبهات القتال، كان الحدث تاريخيا المكان إيفيان يوم 18 مارس 1962 وبالضبط على الساعة الخامسة وأربعين دقيقة، وبعد اجتماعات طويلة مرهقة دامت اثني عشر يوما متتالية، وبعد قراءة مفصلة لبنود الاتفاقية التي ضمت أكثر من 86 صفحة توجهت بالتوقيع عليها: عن الجانب الجزائري السيد كريم بلقاسم نائب رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس وفدها في المفاوضات، وعن الجانب الفرنسي لويس جوكس وزير شؤون الجزائر، فبموجبها يتم وقف إطلاق النار عبر كامل التراب الجزائري يوم 19 مارس 1962 على الساعة 12 زوالا.
وأدلى السيد كريم بلقاسم رئيس الوفد الجزائري في المفاوضات بتصريح قال فيه : “بمقتضى التفويض من المجلس الوطني للثورة الجزائرية وباسم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وقعنا على اتفاق عام مع الممثلين المفوضين للحكومة الفرنسية. و بمقتضى هذا الاتفاق العام أبرم اتفاق لوقف القتال، ويدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بكامل التراب الوطني يوم الاثنين 19 مارس في منتصف النهار بالتدقيق.
وفي هذا الساعة التاريخية تتجه أفكارنا إلى كل الذين ضحوا منذ غرة نوفمبر 1954 بحياتهم لتحيا الجزائر حرة مستقلة أولئك الذين هم أهل لاعتراف شعبنا البطل بالجميل، كما تتجه أبصارنا إلى مجاهدينا الأمجاد وإلى كل أنصار القضية الوطنية”.
حكمة الثورة وجنون الدولة الفرنسية
قامت الثورة الجزائرية المسلحة في سنة 1954 في عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة والتي تميزت سياستها تجاه حركات التحرر بالغطرسة والمغالبة والعناد وجنون العظمة، جاهلة أو متجاهلة تدهور مكانة فرنسا الدولية وقواتها وتهميشها وتقربها من حلفائها، الذين أبعدوها في مؤتمر يالطا (4-11-45) كما كانت مدينة في تحريرها من بطش النازية للجيش لأمريكي والبريطاني بقيادة الجنرال (دوانت إزنهاور) الأمريكي حتى سميت فرنسا الدولة النصف المنتصر في الحرب، وتوالت النكسات الاستعمارية الفرنسية عسكريا وسياسيا وتعاقبت الأزمات والانقسامات الداخلية بفرنسا وتأكدت محدودية سياسة القوة العسكرية بقمع الثورة الجزائرية وظهرت أصوات تنادي بالتعقل والحكمة والتفاوض مع جبهة التحرير الوطني واختيار الحل السلمي حفاظا على المصالح الفرنسية بالجزائر والتخلي على الأساطير والأطماع الجنونية التي تجاوزها الزمن ومنطق العصر وتصاعد حركات التحرر ضد الاستعمار في كل مكان.
دامت الثورة التحريرية سبع سنوات ونصف سنة استعمل الاستعمار خلالها مختلف الأساليب الجهنمية ضد الجزائريين، من تشريد وحصار وتعذيب وتقتيل للقضاء على الثورة، غير أن صمود الجزائريين وما قدموه من تضحيات جسام أفشل جميع خطط الاستعمار و أجبره على التفاوض والاعتراف بالاستقلال، فانتصر الشعب الجزائري.
فرنسا …الطريق إلى الهزيمة
ما إن عين الجنرال” ديغول” لأول مرة في جوان 1958م كرئيس حكومة حتى جاهر الاستعمار بنواياه العدوانية ضد الثورة الجزائرية، مبينا أطروحة المعمرين وأسطورة الجزائر الفرنسية ومراهنته من جديد كمن سبقوه، ومارس سياسة الإصلاح السياسي والاقتصادي رغم ذلك فلم تكن سياسته سياسة حرة وتحررية وواقعية، بل ظل مدة عامين رهين أطروحات المعمرين الحالمين بجزائر فرنسية بمنطق القوة وحده وراهن لحين على هذه القوة العسكرية الكبيرة.
ورغم استعمال فرنسا لجميع الوسائل لإخماد الثورة إلا أنها لم تتمكن من ذلك، بل رضخت للتفاوض، ويمكن تقسيم المفاوضات إلى نوعين: أولها مفاوضات سرية أولية لجس النبض وكانت كالتالي:
– لقاء الجزائر أفريل 1956 – لقاء القاهرة بين محمد نيفر وقروس – لقاء بلغراد (عاصمة يوغسلافية يوم 21/07/56) – لقاء روما 1سبتمبر 1956 بين أحمد يزيد ومحمد جعفر عبد الرحمان كيوان مع بياركومين، وهذه اللقاءات كلها عبارة عن مناورات من طرف فرنسا لمعرفة الثورة وقراراتها، وثانيها مفاوضات فعلية في الجمهورية الفرنسية الخامسة.
و في سنة 1960 جرت محادثات في مولان بين محمد بين يحيى وأحمد بومنجل وممثلي الحكومة الفرنسية، وقد فشل اللقاء لتمسك فرنسا بالحل العسكري فكان مجرد جس للنبض.
– 20 فيفري 1961 جرت المحادثات في لوساون بين الطيب بوقرون، أحمد بو منجل وحرنا بومبيدو، إلا أنها فشلت بسب رغبة في فصل الصحراء وبجزأرة الجزائر عرفيا و بين 20ماي -13 جوان 1961م جرت محادثات بمدينة إيفيان الفرنسية (سميت محادثات ايفيان الأولى) بين كريم بلقاسم ومحمد الصديق بن يحيى وأحمد فرسين وغيرهم من أعضاء الوفد الجزائري وبين لوس جركس من الجانب الفرنسي حيث اعترفت خلالها فرنسا بأن السياسة الخارجية من صلاحيات الدولة الجزائرية لكنها بقيت متمسكة بالصحراء في حين أصر الوفد الجزائري على التمسك بالوحدة التراثية للجزائر.
– أكتوبر – نوفمبر 1961 جرت عدة محادثات بال الأول وبال الثاني بسويسرا بقيادة محمد بن يحيى ورضا مالك وقد اعترضت هذه المحادثات صعوبات عديدة منها قضية الضمانات والمرافق العسكرية، استغلال الثورات الصحراوية ووقف إطلاق النار…إلخ
وقد حاولت فرنسا المراوغة باتخاذها عدة أساليب منها تطبيق فكرة الطاولة المستديرة وإنشاء القوة الثالثة المكونة من الحركة والعملاء المتواطئين مع الاستعمار بغية اقتتال وعرقلة مسيريها وكذا التعاطي عن بساط المنظمة الإرهابية والتي ظهرت في شهر فيفري 1960 وسميت بمنطقة الجنس السري، حيث قامت باغتيال المناضلين، محاولة منها عرقلة المفاوضات وإفشال الاتفاقيات بين الحكومة المؤقتة والدولة الفرنسية فهذه المناورات وغيرها دفعت الشعب الجزائري إلى تأكيد تعلقه بجبهة جيش التحرير الوطني فاندلعت العديد من المظاهرات على النحو التالى: – مظاهرات 11ديسمبر1960 – مظاهرات 5 جويلية 1961 – مظاهرات 1نوفمبر 1961 مظاهرات 17أكتوبر 1961 .
مفاوضات إيفيان الثانية، استأنفت المحادثات من جديد بصفة رسمية يوم 7مارس 1962 بإيفيان بعد سلسلة من المحادثات الحاسمة نصت إتفاقيات إيفيان على الاعتراف الفرنسي بـ: سيادة الشعب الجزائري، الوحدة الترابية للجزائر ووحدة الأمة الجزائرية وكذا إبقاء جبهة التحرير الوطني كممثل وحيد وشرعي للشعب الجزائري.
وهذا إلى جانب التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، المالية، الثقافية، والفنية، وإلى جانب القضايا الفرنسية المعتمدة في الجزائر كحقوق الكنيسة….إلخ. وبذلك حققت الهدف الذي حدده بيان أول نوفمبر 1954 وهو: الاعتراف بوحدة الشعب الجزائري، استقلال الجزائر وسيادتها، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين والاعتراف بجبهة التحرير الوطني باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الجزائري.
طريق توقيف القتال ومهد الاستقلال
بمقتضى اتفاقية إيفيان تم توقيف إطلاق النار كليا على جميع التراب الجزائري يوم 19 مارس 1962 وتمخض عن وقف القتال ردود فعل إجرامية إرهابية قامت بها منظمة الجيش السري الفرنسية. ولقد خاض الشعب الجزائري تحت لواء جبهة التحرير الوطني كفاحا مريرا لاسترجاع استقلاله وحريته، وكان له ذلك بعد أن قدم الثمن غاليا يتمثل في قوافل من الشهداء (مليون ونصف مليون شهيد) ومئات الآلاف من الأرامل واليتامى ومئات الآلاف من المعتقلين والسجناء، إلى جانب تدمير آلاف القرى وتخريب ممتلكات الجزائريين، مما جعل الثورة التحررية تتصدر طليعة الثورات ضد الاستعمار في العالم.
بن شنوف مليكة المجاهدة التي عاشت فرحة الانتصار في فرنسا
“فرحة يوم عيد النصر لا مثيل لها”
اتصلنا بالمجاهدة مليكة بن شنوف و هي على فراش المرض لم ترد قطع المكالمة حينما قلنا لها :”نريد الحديث معك عن عيد النصر”، المرأة التي عاشت يوم عيد النصر في فرنسا تحكي فرحة ذلك اليوم و تقول:”كنا ننتظر ذلك اليوم بعشر عيون، كانت الفرحة كبيرة لا حدود لها في شوارع مارساي. وأكدت أن عيد النصر هو “ثمرة كفاح كبير خاضه الشعب الجزائري الذي انتزع استقلاله بفضل تضحيات جسام، تلك التي تشكل أفضل هدية قدمها جيل نوفمبر للأجيال الصاعدة”.
لزهر بديدة أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر
“لم يكن لفرنسا حل آخر إلا استقلال الجزائر”
قال لزهر بديدة أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر إن الجزائر التي نالت استقلالها بالسلاح بعد حرب تحرير استمرت سبع سنوات ونصف السنة، هي المستعمرة الفرنسية
الوحيدة في إفريقيا في ستينات القرن الماضي التي تخلصت من الاستعمار الفرنسي بقوة السلاح.
وبعد اندلاع حرب التحرير في الجزائر في الأول من نوفمبر 1954 بهجمات مناضلي جبهة التحرير الوطني على رموز الاستعمار الفرنسي في الجزائر، لجأت في المقابل فرنسا إلى محاولة سحق من كانت تسميهم “الفلاڤة” أي مقاتلي جبهة التحرير بالتعذيب والدعاية وزيادة الإمدادات العسكرية.
وكان من عواقب هذه “الحرب” التي لم تعترف بها فرنسا سوى في 1999، سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة وعودة الجنرال شارل ديغول للحكم لإنقاذ الجزائر الفرنسية. وتفطن ديغول في مفاوضات إيفيان، إلى أن الحل الوحيد هو استقلال الجزائر رغم معارضة المستوطنين.
وفي 8 يناير 1962 صوّت 78٪ من الفرنسيين في استفتاء لصالح حق الجزائريين في تقرير مصيرهم. وجرت مفاوضات شاقة قبل أن يعترف ديغول ويقبل كلمة “استقلال” الجزائر بعد أن ظل يتحدث عن “انفصال” ثم “تقرير مصير”. وتم التوقيع على اتفاقيات ايفيان (مدينة جنوب شرق فرنسا) في 18 مارس 1962، بعد تعثر المفاوضات عدة مرات ومعارضة جنرالات فرنسا الذين حاولوا الانقلاب على ديغول قبل شهر من هذا التاريخ حتى لا يضيعوا الجزائر التي كانوا يعتبرونها ملكهم. ووقعت الاتفاقيات من قبل لويس جوكس وزير الشؤون الجزائرية في حكومة ديغول ووفد الحكومة الجزائرية المؤقتة بقيادة العقيد في جيش التحرير الوطني كريم بلقاسم.
وكان وقف اطلاق النار ابتداء من يوم 19 مارس اول نقطة في الاتفاقيات، إلا أن ذلك لم يتم احترامه من طرف منظمة الجيش السري الفرنسية التي رفعت شعار “الجزائر فرنسية وستبقى كذلك”. ونفذت المنظمة اعتداءات في الجزائر وفرنسا.
وبدأت الهجرة الجماعية للفرنسيين من “الاقدام السوداء” والذين كانوا يمثلون 10٪ من عدد سكان الجزائر أي مليون نسمة. ولم يبق منهم في السنوات الأولى سوى 200 ألف أما اليوم فيمثلون بضع مئات.
ونصت اتفاقيات إيفيان على تخيير “الأقدام السوداء” بين الاحتفاظ بالجنسية الفرنسية أو نيل الجنسية الجزائرية، على أن يقرروا خلال ثلاث سنوات.
و”الاقدام السوداء” تعبير فرنسي يشير إلى المستوطنين الفرنسيين المولودين أو الذين عاشوا في الجزائر خلال فترة الاستعمار، وبقي منهم نحو 200 ألف في الجزائر، متعلقين بمسقط الرأس خلافا للاعتقاد السائد بأن كل الأوروبيين هربوا جماعيا من الجزائر بدءا من صيف 1962 خوفا من الاعتداء عليهم. أما من عرفوا باسم “حركى” وهم الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، فقد قتل الآلاف منهم لعدم تمكنهم من الرحيل إلى فرنسا. ولا تزال هذه المسألة تسمم العلاقات الجزائرية الفرنسية. ويحاول المؤرخون في البلدين البحث في التاريخ لتوثيق الوقائع، إلا أن عملهم يواجه صعوبات خاصة وأن الأرشيف الفرنسي حول حرب الجزائر لم ينشر كله.