تحيي الجزائر، السبت، على غرار دول العالم اليوم العالمي للحماية المدنية الذي يأتي هذه السنة تحت شعار “حماية الأطفال مسؤوليتنا”، حيث تستهدف كل سنة فئة أو شريحة معينة من المجتمع، لتمرير الرسالة الوقائية وتكوين مجتمع آمن، يتحلى بثقافة الوقاية وكيفية التعامل مع الأخطار.
وقد عرف جهاز الحماية المدنية تطورا لافتا في السنوات الأخيرة من ناحية التأهيل البشري والمادي، حيث سجل مليون عملية تدخل خلال العام الفارط.
وقد شكلت الكفاءة المهنية والقدرات العالية ثنائية مكنت الحماية المدنية من اعتلاء مراتب متقدمة على المستوى العالمي، وجعلتها شريكا مهما قاريا ودوليا أسند إليه احتضان مكتب الوقاية وتسيير الكوارث لدول شمال إفريقيا والساحل.
وقد أوضح المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية العقيد فاروق عاشور في حوار للقناة الإذاعية الأولى، أن العشرية الأخيرة شهدت مجهودات كبيرة من أجل تحسين تسيير محاربة الكوارث، وهو ما ترتبت عنه استراتيجية وطنية لإدارة وتسيير الكوارث، وأضاف أن الحماية المدنية الجزائرية لها من المؤهلات التي سمحت لها بتسيير المخططات الضرورية لمكافحة الكوارث الموجودة في الوطن بتسيير علمي يعتمد على ساتل يشمل كل دول شمال إفريقيا وشمال الساحل.
وبالنظر إلى التوسع العمراني الذي تشهده العديد من المدن، سارعت الحماية المدنية إلى تحيين قوانينها ومواكبة الدول الرائدة، والدليل هو مشروع القانون الموضوع على مستوى قبة البرلمان لمنح أعوان الوقاية صفة الضبطية القضائية في مجال البناء والتعمير، حسب فاروق عاشور.
دورة تكوينية في الإسعافات الأولية للصحفيين بأم البواقي
نظمت مديرية الحماية المدنية بأم البواقي، دورة تكوينية موجهة للصحفيين والمراسلين في مجال الإسعافات الأولية، أين تم تلقين ممثلي الأسرة الإعلامية مبادئ في الإسعافات وكيفية استعمالها في حال حصول حوادث مختلفة.
الدورة التكوينية التي تستمر ليومين، نظمت في إطار إحياء اليوم العالمي للحماية المدنية المصادف للفاتح من شهر مارس من كل سنة، أين احتضنتها قاعة النشاطات بمركز التسلية و الترفيه العلمي قطراني الطاهر و حضرها إلى جانب ممثلي الأسرة الإعلامية، عمال ديوان التطهير “لونا”، الذين تم تكوينهم في مجال السيطرة على الحرائق وكيفية إخمادها.
وأشرف على الدورة، عديد الإطارات من المديرية العامة للحماية المدنية، أين قدموا في اليوم الأول منها دروسا نظرية في مجال الإسعافات الأولية، على أن يتلقوا حصصا تطبيقية في يومها الثاني، لتقدم لهم شهادة مسعف في ختام الدورة، التي لاقت استحسان أسرة الصحافة، الذين ثمنوا المبادرة التي تدخل في إطار تلقين المنتمين للصحافة بالولاية دروسا عن جوانب مختلفة بعيدا عن الممارسة الإعلامية.
1990.. سنة إقرار الاحتفال
تم تحديد هذا اليوم بناءا على القرار رقم 8 للجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدولية للحماية المدنية، أين اعتمدت في 18 ديسمبر 1990 على اعتبار الفاتح من مارس يوم عالمي للحماية المدنية.
بحيث و في عام 1931 قام الطبيب الفرنسي جورج سان بول بإنشاء جمعية مشارف جنيف واتخذ من باريس مقرا لها، ومن هذه الجمعية انبثقت المنظمة الدولية للحماية المدنية.
وكان الطبيب جورج سان بول من خلال الإشارة إلى مدينة جنيف، مسقط رأس هنري دونان مؤسس حركة الصليب الأحمر، يرمي إلى إيجاد مناطق محايدة أو مدن مفتوحة وآمنة يمكن للمدنيين اللجوء إليها في حالة الحروب و النزاعات.
وفي سنة 1933 أصدر مجلس النواب الفرنسي و بإيعاز من الجمعية قرارا يدعو فيه عصبة الأمم إلى دراسة السبل المؤدية إلى إنشاء مواقع في كل دولة، تكون بمأمن من الأعمال العسكرية زمن النزاعات، وذلك استنادا على اتفاقيات تعتمدها عصبة الأمم.
وفي عام 1937 توفي مؤسس الجمعية و نقلت الجمعية مقرها من باريس إلى جنيف بناءا على طلب سان بول.
ولقد تدخلت الجمعية لدى الأطراف المتحاربة إبان الحرب الأهلية الاسبانية وذلك عام 1932، وكذلك عند نشوب النزاع الصيني الياباني في عام 1937.
و في عام 1949 أصدر المؤتمر الدبلوماسي المنعقد في جنيف اتفاقية رابعة بعد الثلاث الأولى بحماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة.
وفي عام 1958 أصبحت المنظمة الدولية للحماية المدنية منظمة غير حكومية.
ولقد أدرج القانون الدولي الإنساني للحماية المدنية في البروتوكول الإضافي الأولى لاتفاقيات جنيف، كما منح أجهزة الحماية المدنية وضعا قانونيا يوفر لها الحماية عند تأديتها لمهامها و واجباتها. و منحها شارة مميزة خاصة بها تتيح التعرف عليها و على معداتها، وهي مثلث أزرق متساوي الأضلاع على أرضية برتقالية اللون.
وفي سنة 1966 تم اعتماد دستور للمنظمة أين أصبحت المنظمة الدولية للحماية المدنية كمنظمة بين الحكومات
ولقد صادق على هذا الدستور 18 دولة عضوة.
كما أن تأمين الحماية و المساعدة للسكان في مواجهة الكوارث و المخاطر مهمة تقع على عاتق الدولة، المتمثلة في مرافقها العمومية، و التي تشكل العمود الفقري لأعمال المرافق العمومية، فإنها مهمة تقع على الحماية المدنية التي تعد من بين المرافق العامة في الدولة.
في الفاتح من مارس 1972 دخل دستور المنظمة حيز التنفيذ وبدأ سريان العمل من قبل الدول الأعضاء في المنظمة.
والهدف الأساسي الذي تنشده المنظمة هو توعية الأفراد بمهام الأجهزة الوطنية للحماية المدنية على اختلاف تسمياتها ألا وهي حماية الأرواح والممتلكات والبيئة.
وتعد الجزائر من بين الدول الأعضاء النشطة في المنظمة، وهذا منذ انضمامها إليها سنة 1976 بناءا على الأمر رقم 76-16 المؤرخ في 20 فيفري 1976، وتتولى الجزائر منصب نيابة رئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة، و باعتبارها عضوا فعالا ونشيطا في المنظمة، فإنها تحيي هذا اليوم الأغر على غرار بقية بلدان العالم الأعضاء في المنظمة عن طريق تنظيم عدة تظاهرات على مستوى الوطن لتحسيس المواطنين بأهمية ودور الحماية المدنية، القيام بمناورات
واستعراضات وتنظيم أبواب مفتوحة لاطلاع المواطنين على مختلف الأجهزة والوسائل المستعملة في التدخل وتنظيم ندوات علمية وتظاهرات رياضية و ثقافية وهذا لتحسيس وتوعية المواطنين بمهام وفعالية أجهزة الحماية المدنية، والأخطار الطبيعية والتكنولوجية المحيطة بهم وسبل الوقاية منها والتقليل من حدتها.
ل. ب