أحيت الحماية المدنية الجزائرية، الخميس، يومها العالمي المصادف للفاتح مارس من كل سنة، وتكون احتفالية هذه السنة تحت شعار “المؤسسات التعليمية وثقافة السلامة”، وسطرت المديرية العامة للحماية
المدنية لهذا الغرض برنامجا ثريا ومتنوعا يشمل تنظيم عدة تظاهرات ثقافية ورياضية وعلمية وتنشيط ندوات ومحاضرات.
قامت مديرية الحماية المدنية بتحضيرات مسبقة للاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية، وهذا تنفيذا لتعليمات قيادة المديرية العامة للحماية المدنية المتعلقة بتنظيم “مسابقة مهنية ما بين الوحدات”، في شكل مواجهات ما بين فرق تمثل كل وحدات الحماية المدنية لجميع القطر الوطني (متكونة من أربعة أعوان وضباط صف)، جرت على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى محلية “تتم على مستوى كل ولاية تؤهل فريقا واحدا”، والمرحلة الثانية “جهوية ” تجمع 48 فريقا في الجهات الأربع من الوطن تؤهل كذلك فريقا واحدا من كل جهة، وتجمع الأربع فرق المتأهلة من المرحلة الجهوية، وتتمحور اختبارات هذه المسابقة المهنية حول مواضيع متعلقة بالنشاط العملي لعون الحماية المدنية في أسئلة شفوية في مجال الإطفاء، والإسعاف والإنقاذ، وكذا ثقافة عامة، واختبارات بدنية في الرياضة المكيفة لعون الحماية المدنية.
كما سيتم تنظيم أبواب مفتوحة على الحماية المدنية بكل وحداتها العملية لمدة أسبوع ابتداء من أول مارس، تبرز من خلاله دور الحماية المدنية في التقليل من أخطار الكوارث في إطار التنمية المستدامة في المجتمع الجزائري.
وكذا تنظيم مناورات تطبيقية للإنقاذ والإطفاء والإسعاف التي تستخدم فيها مصالح الحماية المدنية مختلف التقنيات والأدوات للحد من مختلف الأخطار (حوادث المرور، حوادث منزلية، فيضانات..إلخ)، بالإضافة إلى تنظيم الإسعافات في حالة الأخطار الكبرى، وإطلاق قافلة توعوية وتحسيسية للوقاية من مختلف الأخطار تجوب الأماكن العمومية، وكذا تنشيط ندوات في نفس الإطار.
تاريخ الاحتفال.. وحكاية توعية الأفراد
تم تحديد هذا اليوم بناء على القرار رقم 8 للجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدولية للحماية المدنية، أين اعتمدت في 18 ديسمبر 1990 على اعتبار الفاتح من مارس يوم عالمي للحماية المدنية.
بحيث وفي عام 1931 قام الطبيب الفرنسي جورج سان بول بإنشاء جمعية مشارف جنيف واتخذ من باريس مقرا لها، ومن هذه الجمعية انبثقت المنظمة الدولية للحماية المدنية.
وكان الطبيب جورج سان بول من خلال الإشارة إلى مدينة جنيف، مسقط رأس هنري دونان مؤسس حركة الصليب الأحمر، يرمي إلى إيجاد مناطق محايدة أو مدن مفتوحة وآمنة يمكن للمدنيين اللجوء إليها في حالة الحروب والنزاعات.
وفي سنة 1933 أصدر مجلس النواب الفرنسي وبإيعاز من الجمعية قرارا يدعو فيه عصبة الأمم إلى دراسة السبل المؤدية إلى إنشاء مواقع في كل دولة، تكون بمأمن من الأعمال العسكرية زمن النزاعات،
وذلك استنادا على اتفاقيات تعتمدها عصبة الأمم.
وفي عام 1937 توفي مؤسس الجمعية، ونقلت الجمعية مقرها من باريس إلى جنيف بناء على طلب سان بول.
ولقد تدخلت الجمعية لدى الأطراف المتحاربة إبان الحرب الأهلية الاسبانية وذلك عام1932، وكذلك عند نشوب النزاع الصيني الياباني في عام 1937.
وفي عام 1949 أصدر المؤتمر الدبلوماسي المنعقد في جنيف اتفاقية رابعة بعد الثلاث الأولى بحماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة.
وفي عام 1958 أصبحت المنظمة الدولية للحماية المدنية منظمة غير حكومية.
ولقد أدرج القانون الدولي الإنساني للحماية المدنية في البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف، كما منح أجهزة الحماية المدنية وضعا قانونيا يوفر لها الحماية عند تأديتها لمهامها وواجباتها، ومنحها شارة مميزة خاصة بها تتيح التعرف عليها وعلى معداتها، وهي مثلث أزرق متساوي الأضلاع على أرضية برتقالية اللون.
وفي سنة 1966 تم اعتماد دستور للمنظمة، أين أصبحت المنظمة الدولية للحماية المدنية كمنظمة بين الحكومات ولقد صادق على هذا الدستور 18 دولة عضو.
كما أن تأمين الحماية والمساعدة للسكان في مواجهة الكوارث والمخاطر مهمة تقع على عاتق الدولة، المتمثلة في مرافقها العمومية، والتي تشكل العمود الفقري لأعمال المرافق العمومية.
في الفاتح من مارس 1972 دخل دستور المنظمة حيز التنفيذ وبدأ سريان العمل من قبل الدول الأعضاء في المنظمة.
والهدف الأساسي الذي تنشده المنظمة هو توعية الأفراد بمهام الأجهزة الوطنية للحماية المدنية على اختلاف تسمياتها ألا وهي حماية الأرواح والممتلكات والبيئة.
وتعد الجزائر من بين الدول الأعضاء النشطة في المنظمة، وهذا منذ انضمامها إلى المنظمة سنة 1976 بناء على الأمر رقم 76-16 المؤرخ في 20 فيفري 1976، وتتولى الجزائر منصب نيابة رئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة،
وباعتبارها عضوا فعالا ونشيطا في المنظمة، فإنها تحيي هذا اليوم الأغر على غرار بقية بلدان العالم الأعضاء في المنظمة عن طريق تنظيم عدة تظاهرات على مستوى الوطن لتحسيس المواطنين بأهمية ودور الحماية المدنية، القيام بمناورات واستعراضات وإقامة أبواب مفتوحة لاطلاع المواطنين على مختلف الأجهزة والوسائل المستعملة في التدخل وتنظيم ندوات علمية، وتظاهرات رياضية وثقافية وهذا لتحسيس وتوعية المواطنين بمهام وفعالية أجهزة الحماية المدنية، وتوعيتهم بالأخطار الطبيعية والتكنولوجية المحيطة بهم وسبل الوقاية منها والتقليل من حدتها.
وبالتالي فالفاتح من مارس من كل سنة يعتبر اليوم العالمي للحماية المدنية، تتولى الدول الأعضاء تخليده تحت شعار معين، وشعار هذه السنة هو: “الحماية المدنية وتقليص أخطار الكوارث في إطار التنمية المستدامة”.