تحت أنقاض اليتم

تحت أنقاض اليتم

جلست على رصيف تراقب المارة بعينيها الذابلتين…
تمد يدها تارة طالبة بعض النقود وتارة تخفيها في جيبها المهترئ طالبة للدفء…
كان اليوم باردا جدا…
فلسعات البرد لم ترحم جسدها الهزيل…
بجانبها دميتها الصغيرة التي تضمها إلى صدرها الصغير…
وتحلم ببيت دافئ وأكل دافئ وحضن دافئ…
أحلام بريئة ببراءة عمرها الذي ضاع بين الطرقات وبين قلوب البشر القاسية…
ترى الأطفال يلعبون ويمرحون دون أي تفكير يشغل عقولهم الصغيرة…
وهي قابعة على نفس الرصيف كل يوم تسأل نفسها هل سأجمع نقودا كافية لأشتري ما يسد جوعي…
ألم اليتم كسرها، أوجعها، فقد نسيت كلمة ماما وبابا…
ولم تعد تسمع كلمة طفلتي…
فكل ما أصبحت تسمعه كلام يجرح مشاعر طفلة ما زال حليب أمها في فمها…
كانت تحلم في يقظتها بمدرستها التي تركتها مرغمة…
كانت تحلم في كل عيد بفستان زهري اللون ترتديه وتفرح كبقية الأطفال…
كانت تحلم بلعبة غير دميتها المهترئة…
كانت وكانت وكانت…
لكن للأسف ولا حلم من أحلامها تحقق…
فاليتم سرق منها كل أحلامها…

شيماء لعجال